الأصالة
الأصالة
تعدُّ الأصالة أحد أبعاد الذكاء الاجتماعي، وتعتمد على كشف مدى صدق المرء مع نفسه ومع الآخرين في أي موقف، وذلك من خلال السؤال عن هل أُصادق من يمكنني الاستفادة منهم فقط ومن أجل المصلحة؟ هل أستغلُّ الآخرين من أجل تحقيق أغراضي وأهدافي؟ هل سلوكي قائم على نيل قبول الآخرين بغض النظر عن مشاعرهم الحقيقية؟ هل أنا صادق مع نفسي؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة هي التي تحدِّد هل نسلك سلوكًا أصيلًا أم سلوكًا غير أصيل؟ وبالتالي فإن الأصالة تعني أن تكون ذا شخصية ورجلًا يلتزم بكلمته ويتمسَّك بمعتقداته وسلوكه القويم، أن تكون شخصًا حقيقيًّا لا مزيفًا مصطنعًا يضع قناعًا على وجهه يخالف طبيعته سواء داخل أو خارج المنزل.
وبناءً على ذلك فإن جوهر الأصالة أن تكون قادرًا على الارتباط بالآخرين والتواصل معهم بصدق، ولا يكون الأمر كذلك إلا إذا كنت تتحلَّى بقدر كبير من التعاطف والرحمة، وللأسف نجد بعض الناس عاجزين عن مجاملة الآخرين بشكل طبيعي وصادق، كما نجد أن هناك أشخاصًا من أصحاب الإنجازات الكبيرة يظهِرون نوعًا من البخل والجفاء العاطفي، والسبب في ذلك أن شغلهم الشاغل تعزيز إحساسهم المهتز بقيمتهم الذاتية لدرجة تمنعهم من دعم وتشجيع الآخرين! لذلك يمكننا أن نطلق على الشخص النرجسي مصطلح “افتقاد الأصالة” لأن النرجسية تصل إلى درجة تجعل المرء يعجز عن الدخول في علاقات قائمة على التبادل والمشاركة والتعاون.
كما يمكننا أن نضيف إلى مصطلح افتقاد الأصالة أولئك الأشخاص المتلاعبين، الذين يتعاملون مع المواقف بنية خداع الآخرين ودفعهم إلى سلوكيات تحقِّق أغراضهم، إذ يتمثَّل السلوك المفتقر إلى الأصالة هنا في أن الشخص يقوم بتلبية رغباته بشكل غير مُعلَن، بدلًا من الصراحة والالتزام بالصدق والأمانة، معتمدًا على إقحامنا في معركة عقلية، فمثال ذلك: عندما تقول الزوجة أريد أن أشتري بعض الأشياء، فيجيبها زوجها بالموافقة، فإذا بها تقول له نحن لا نمتلك المال الكافي لأنك أنفقته على نفسك! نجد أن اللعبة هنا تتألَّف من ثلاث خطوات: تجهيز الساحة، ودعوتك إلى اللعب في شكل حوار بريء، ثم قبول الدعوة من جانبك بالتجاوب في الحوار دون إدراك ما ينتظرك، وأخيرًا اللدغة، وهو ما يجعل الطرف الذي تعرَّض للخداع يشعر بمشاعر سيئة كالغضب أو الحزن أو الذنب، ويحصل المتلاعب من وراء ذلك على إحساس سلبي متمثِّل في الثأر منك، والحل الوحيد للانتصار على المتلاعبين هو رفض الاشتراك معهم في اللعبة من خلال إدراك المرء المؤشرات الدالة على أن هناك شِراكًا ينصب له.
الفكرة من كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
يُبيّن المؤلف خلال صفحات الكتاب أن القدرة على التواصل مع الناس بشكل فعَّال ترتكز على ذكاء من نوع خاص، وهو “الذكاء الاجتماعي”، وهو مختلف تمامًا عن حاصل الذكاء العقلي، إذ يعتمد على القدرة على الانسجام والتآلف الجيِّد مع الآخرين وكسب تعاونهم، ويفترض أن الذكاء الاجتماعي مكوَّن من خمسة أبعاد، وكلٌّ منها يتضمَّن سلوكيات اجتماعية ضارة وأخرى مُعزَّزة، ومن يتمتَّع بذكاء اجتماعي هو من يتبع السلوكيات المُعزَّزة.
مؤلف كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
كارل ألبريخت: هو مستشار إداري، ومُدرِّب، ومُحاضر، تم إدراج اسمه كواحد من أفضل 100 شخص في مجال إدارة الأعمال، كما أنه خبير في تنمية مهارات التفكير المتقدمة، وله العديد من الكتب في استراتيجيات العمل والأداء التنظيمي، والإنجازات المهنية، منها:
Stress and the Manager.
Practical Intelligence: The Art and Science of Common Sense.
Brain Power: Learn to Improve Your Thinking Skills.
Conversations With a Frog.
Brain Snacks: Fast Food for Your Mind.
Corporate Radar: Tracking the Forces That Are Shaping Your Business.