الأشخاص ذوو السلوك الأخضر والأزرق
الأشخاص ذوو السلوك الأخضر والأزرق
إن الشخص ذا السلوك الأخضر هو الأكثر شيوعًا، سوف تقابله في كل مكان تذهب إليه، لأنه متوسط جميع الأنماط والألوان الأخرى، يعد شخصًا متوازنًا، هادئًا، كما يتحلى بالبساطة، لا يعرف قلبه أي نوع من أنواع الحقد، إذ لا يسعى للتفوق على الآخرين أو سحب البساط من تحت أقدامهم، كما لن يزعجك بمطالب جديدة وجذرية، هو أقل فاعلية من الآخرين، إذ لا يتسم بالحماسة والاندفاع، كما أنه متسامح ومتقبل لسلوك الآخرين، ولهذا السبب يكون من السهل التعامل معه، لأنه يسمح لك أن تكون على طبيعتك.
كما أنه من مميزات الأشخاص ذوي السلوك الأخضر أنهم يحبون تقديم المساعدة مهما كانت الظروف، ويبذلون أوقاتهم في بناء العلاقات والحفاظ عليها، يتصفون بالانطوائية ما يعني أنهم لا يتحدثون من أجل التحدث، لذلك هم أكثر الأشخاص إصغاءً واستماعًا إلى غيرهم، فهم يهتمون بالآخرين أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، فهم مدفوعون برغبتهم في جعل من حولهم سعداء وراضين، ويتميزون بالإيثار ونكران الذات، يحبون العمل الجماعي، فبالنسبة إليهم تأتي العائلة والمجموعة أولًا قبل الفرد والذات، لذلك إذا كنت تعيش في محيط يتكون من شخصيات خضراء، فإنك سوف تهتم بالمرضى والضعفاء مقدمًا لهم يد العون والمساعدة.
على الجانب الآخر، إن الشخص ذا السلوك الأزرق هو الشخص الأكثر تنظيمًا، والباحث عن الكمال، لا يثير ضجيجًا حول نفسه، لكنه في ذات الوقت يراقب ما يحدث من حوله، تجد لديه كل الإجابات عن كل شيء فهو يجلس في الخلف يحلل ويقيّم ويصنّف، لكنه لا يعطي الإجابة إلا إذا سُئل عنها، لأنه لا يجد حاجة إلى إخبار الجميع بما يعرفه، فهو يمتلك تواضعًا مثيرًا للإعجاب، ولهذا التواضع سلبياته، إذ يمكن أن يدور نقاش لمدة ساعة بين جمع من الناس حول حل مشكلة معينة، وقرب انتهاء النقاش دون حل، تجد شخصًا أزرق يشير إلى الحل، وإذا سألته لماذا انتظرت طوال هذا الوقت سيجيبك بكل بساطة: “حسنًا.. أنت لم تسألني!”.
كما أنك سوف تدرك أنك في حضرة شخص أزرق، إذا ذهبت إلى منزل ما ووجدت كل شيء مرتبًا ومنظمًا بطريقة معينة، كما أنه شخص يتصف بالواقعية فهو يرى الأخطاء ويرى المخاطر، وهو متحفظ وحذر للغاية، ولا يحب المغامرة والاندفاع، لذلك يعتقد البعض أنه غير قادر على اتخاذ القرارات، لكنه في الحقيقة يفكر في السلامة أولًا، إذ يكرر ويراجع الأمر أكثر من مرّة، فبالنسبة إليه أفضل صفقة يمكن أن تكون هي الصفقة التي لم تتم!
الفكرة من كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
عندما يتواصل الإنسان مع الآخرين يجد نفسه متوافقًا مع بعض الأشخاص، إذ يجد الحديث معهم سهلًا والكلمات المناسبة تتدفق بشكل طبيعي وفي سلاسة، ولا توجد أي صراعات أو نزاعات، بينما يجد عند تواصله مع آخرين أن التواصل صعب، وكل شيء يسير بشكل خاطئ، كأن ما يقوله يقع على آذان صمّاء، فيبدأ بناءً على ذلك في تصنيف الناس إلى نوعين: أناس جيدين وعاقلين، وأناس آخرين حمقى! وهذا تصنيف مغلوط، راجع إلى أننا نقارن الأشخاص بأنفسنا، فنحن نعرّف الأحمق بأنه الشخص الذي لا يتصرف أو يفكر مثلنا، ونعرّف الشخص الكثير الكلام بأنه ثرثار متكبر، لأننا لا نحب كثرة الحديث، وهكذا فإننا نطلق أوصافًا كالغباء والوقاحة على الآخرين لمجرد أنهم لا يشبهوننا، ومن هذا المنطلق يبين لنا الكاتب لماذا يعتقد بعض الناس أنهم محاطون بالحمقى لوصف الاختلافات في التواصل الإنساني، ويوضح الأنماط الأربعة الأساسية للسلوك البشري التي تسهّل علينا التواصل مع الآخرين في الحياة والمجتمع عمومًا، وفي العمل خصوصًا، حتى نصبح ماهرين في التعامل مع أنواع مختلفة من الناس، فلا نحكم عليهم لمجرد أنهم ليسوا مثلنا.
مؤلف كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
توماس إريكسون ، هو مؤلف ومحاضر، كرّس 20 عامًا من حياته المهنية لمساعدة الناس على التواصل مع بعضهم بعضًا، وعلى التطور المهني، ومن كتبه:
محاط بالحمقى.
محاط بالمرضى النفسيين.
معلومات عن المترجم:
عمر فتحي، هو مترجم لعدد من الكتب.