الأسلوب والحوار
الأسلوب والحوار
أسلوب القصة هو الرداء الذي تبدو عليه أمام القارئ، ومن المعروف أن الأسلوب عنصر مهم جدًّا فلكل مقام مقال، حيث إن الأسلوب في القصة يختلف عن الأسلوب في سرد الحوادث والأخبار وعن أسلوب المقال العلمي وعن أساليب كتابة الخواطر التي تحلِّق بأجنحة خيالية، ويجب الانتباه إلى أن الأسلوب الجاف يفسد القصة تمامًا، وكذلك الأسلوب المبهرج بالمحِّسنات، فمهما كانت المحسنات والتشبيهات مهمة لا بد أن تُستخدم بحدود، لا سيما أننا أصبحنا في عصر يستلزم منَّا السرعة والبساطة، فالقارئ يريد الوصول إلى فهم جوهر الأشياء بكل سهولة بعيدًا عن الرموز والبلاغات والبهرجة الزائدة، إذ إن دورك كقاص أن تقدم له قصة في ثوب عصري أنيق وجذَّاب متلائمة مع ظروفه، وهذا ما نراه بالفعل مؤخرًا من الأساليب الواضحة والحيوية البسيطة، كما أن الأسلوب الجيِّد يتخلَّله فهم علامات الترقيم وعدم إهمالها.
عليك ككاتب أن تراعي وحدة الأسلوب وأن تطابقه مع القصة بمواقفها المتنوِّعة، وأن تحرص على عدم التقليد، فمن الممكن أن تستفيد من خبرة أحد الكتَّاب، ولكن اجعل لك أسلوبك الخاص، واكتب كأنك تتحدَّث مع صديق لك لكي تكون قريبًا من القارئ.
كما يُعتبر الحوار كذلك عنصرًا مهمًّا للغاية، وهو يساعد على تطوير بعض المواقف في القصَّة ويضيف اللمسة الحيَّة، لأنه يقطع رتابة السرد، المهم أن تكون عبارات الحوار بها تلميح لطيف وإيحاءات جذَّابة لا سيما في المواقف العاطفية، وأن يكون كذلك ذا لمسات واقعية فيها شرود واستدراك وتأكيد وتردُّد.
مثال لأسلوب الشرود: “كنت ذاهبًا إلى مباراة الكرة اليوم.. اسمع؛ لماذا لم أرك أمس؟”.
فهنا قد نطق المتحدِّث بعبارة ثم شرد ونطق بعبارة أخرى في موضوع آخر، وهذا يحدث ما بين الناس عادةً، ولهذا كان من المهم إضافة بعض الواقعية إلى الحوار.
الفكرة من كتاب فن كتابة القصة
القصة القصيرة هي حكاية تجمع بين الحقيقة والخيال وتُقرَأ في مدة تتراوح ما بين ربع ساعة وثلاثة أرباع الساعة، وهي تستلزم نوعًا من حيوية الأسلوب وروعة التركيبات التي تصل إلى أعماق القارئ، وتهزُّ وجدانه، وتحرِّك شيئًا ما في قلبه.
وهذا ما سنعرفه من الكاتب، حيث يتحدَّث عن فنون كتابة القصَّة وأهم عناصرها وأبعادها.
مؤلف كتاب فن كتابة القصة
حسين القباني: أديب صحفي من التراجمة، عاش يتيمًا عاجزًا مقعدًا، ولكنَّه واصل تعليمه بطريقة ذاتيَّة وكسب المال من عمله في الترجمة، عُيِّن كاتبًا صحفيًّا، وقد ترأَّس تحرير عدد من المجلات الثقافية، وكانت له ندوة أسبوعية عرفت باسم “ندوة القباني” ورصد لها جائزة، ضمَّت نخبة من رجال الثقافة والفكر، وتخرَّج فيها أدباء لمعت أسماؤهم.
من مؤلفاته: “حول العالم في كرسي متحرك“، و”الحب في فيينا“، و”الطريق إلى القدس“.
وترجم نحو مائة كتاب منها: “كوخ العم توم”، و”الرحالة الصغيرة في ألمانيا“.