الأسلوب
الأسلوب
يمثل الأسلوب ملامح الذهن ويكشف عن الشخصية أكثر من ملامح الوجه، فإن حاول الكاتب تقليد أسلوب القدامى انكشف زيفه، أما الكتَّاب الذين يفكرون بأنفسهم ويستعينون باللغات القديمة فيستطيع القارئ إدراك أساليب تميزهم، ولا نحتاج من أجل تقييم أعمال كاتب ما أن نكون خبراء في الموضوع المتناول، وإنما يكفي أن نتبيَّن كيف يفكر الكاتب من خلال أسلوبه لأن هذا الأسلوب يكشف عن الخامة التي تُصاغ منها أفكاره، وهذه لا تتغيَّر أبدًا.
أما الكاتب الذي لا توجد قيمة في أفكاره، فيتجه إلى استخدام عبارات ملتوية لإضفاء العمق، ويفعل ذلك إما باستخدام عبارات قصيرة ومبهمة، وإما أن يلجأ للإسهاب، فالكاتب العظيم هو من يحاول التعبير عن أفكاره بوضوح وإيجاز، فالقاعدة الأولى والوحيدة تقريبًا للأسلوب الجيد هي أن يكون لدى المؤلِّف ما يُقال، والمؤلف الذكي يكتب كما لو يحادثنا حديثًا مباشرًا ويخلق مشاركة فكرية بيننا وبينه، ويجب أن يختار كل كلمة لغرض محدَّد، ومعرفة متى عليه التوقف لأن كلمة واحدة زائدة قد تؤدي إلى عكس المقصود.
لكن يجب ألا يوجز الكاتب على حساب الوضوح أو النحو، فلا شيء يمنح الأسلوب صفة الإيجاز والوضوح سوى قيمة الفكر ذاته، ومن أخطاء الأسلوب الشائعة هذه الأيام: خطأ الذاتية عندما يعتقد الكاتب أنه يكفيه أن يدرك هو معنى ما يقول ولا يهتم بالقارئ، فالأسلوب يجب أن يكون موضوعيًّا لدرجة أن يُفكر القارئ عند قراءته للكلمات بنفس ما دار بخلد الكاتب لحظة كتابته إياها.
الفكرة من كتاب فن الأدب: مختارات من شوبنهاور
يكشف هذا الكتاب عن جانب مُختلف من الفيلسوف المتشائم شوبنهاور، وهو جانب الناقد الأدبي، وإن لم يخفت تشاؤمه وحِدَّته، ويحلِّل شوبنهاور في هذا الكتاب المشهد الأدبي من خلال ثمانية محاور تُمثِّل دليلًا لأي كاتب أو ناقد يرغب في التفوُّق لأن هذه المحاور ما زالت تبلغ نفس الدرجة من الأهمية الآن كما كانت وقت كتابتها.
مؤلف كتاب فن الأدب: مختارات من شوبنهاور
آرثر شوبنهاور: فيلسوف ألماني وناقد أدبي، اشتهر بآرائه وفلسفته التشاؤمية، ودرس الفلسفة بجامعة جوتنجن، ثم انتقل إلى جامعة برلين حيث حصل على درجة الدكتوراه عن رسالته المُعنونة: “الأصول الأربعة لمبدأ السبب الكافي”.
من مؤلفاته: “فن أن تكون دائمًا على صواب”، و”العالم إرادةً وتمثلًا” و”فن العيش الحكيم”.
معلومات عن المترجم:
شفيق مقار: كاتب وباحث وصحافي وإذاعي مصري نشرت كتاباته في مختلف العواصم العربية، وبُثَّت برامجه الإذاعية من القاهرة ولندن.
من ترجماته: “أبناء وعشاق”، و”الأم شجاعة وأبناؤها”.