الأسس التي تقوم التنبيهات عليها
الأسس التي تقوم التنبيهات عليها
بعدما عرفنا أسباب حاجاتنا إلى التنبيهات ومتى نحتاج إليها بالتحديد، سنعرف الآن بعض التنبيهات أو التعديلات المهمة التي من شأنها أن تسهل على الناس، وأول هذه التنبيهات يقوم على توقع الخطأ، فالنظام الجيد يتوقع الخطأ من مستخدميه ويتساهل بقدر ما مع هذه الأخطاء، ومن أمثلة الأخطاء الشائعة أن تنسى بطاقتك الائتمانية داخل ماكينة الصرف بعد الحصول على النقود، وللتغلب على هذا الخطأ توجد تنبيهات كأن تخرج لك البطاقة تلقائيًّا بمجرد إتمام العملية، أو ألا تحصل على النقود قبل إخراج بطاقتك. أما ثاني التنبيهات فيقوم على توفير تغذية راجعة تمنع من الاستمرار في الاتجاه الخطأ، ومن أمثلة ذلك تنبيه هواتفنا بأن البطارية على وشك النفاد ويجب الشحن.
وثالث التنبيهات يقوم على تحويل المعلومات الخاصة بمنتج أو خدمة معينة إلى وحدات مفهومة لدى الناس، ولنفترض أني أردت شراء كاميرا لغرض إنتاج صور مقاسها أربعة في ستة، فذهبت إلى المحل لأجد قدرة الكاميرا معبرًا عنها بالبكسل، ولكني لا أعرف ما يناسب غرضي أربعمئة بكسل أم خمسمئة بكسل أم أقل أم أكثر، فماذا لو دُوِّن على الكاميرا قدرتها بالبكسل وإلى جانبها الغرض المناسب لهذه الكاميرا؟ ألن يكون ذلك تنبيهًا مهمًّا ومساعدًا؟ والآن وصلنا إلى رابع التنبيهات وهو قائم على تنظيم الاختيارات المعقدة، والاختيارات المعقدة هي التي تتضمن عددًا كبيرًا من الاختيارات، فإذا أردت شراء شقة سكنية وعُرض عليك ثلاث شقق، أيكون الاختيار كأن يُعرض عليك خمس عشرة شقة؟ لدينا مثل شعبي يقول “من أردت أن تحيره فخيّره”، فكلما زاد عدد الاختيارات المتاحة احتاج الناس إلى تنبيهات تسهل عليهم المفاضلة وتساعدهم على اختيار ما يناسبهم.
ومن أمثلة تنظيم الاختيارات المعقدة ترتيب درجات ألوان الطلاء في متاجر الدهانات، فمن بين الطرائق المختلفة التي يمكن استخدامها يعد جمع كل درجات اللون الواحد متجاورةً تليها الألوان الأقرب فالأقرب أفضل طريقة لتسهيل الاختيار، وطريقة الترشيح التعاوني أيضًا إحدى طرائق التعامل مع الاختيارات المعقدة، فعادة ما تُظهِر لك مواقع الإنترنت المختلفة “لأنك أحببت كذا رشحنا لك كذا”، فبدلًا من أن تظل غارقًا ما بين آلاف الاختيارات، ترشح لك ما يتناسب مع ذوقك في تجاربك السابقة، بينما خامس وآخر التنبيهات هو تصدير حوافز معينة للناس لتشجيعهم على سلوك محدد، ويُعد عداد السعرات الحرارية الذي يظهر في أثناء ممارستك للرياضة خير مثال على ذلك.
الفكرة من كتاب التنبيه.. تحسين القرارات بشأن الصحة والثروة والسعادة
هل تثق بقراراتك ثقة عمياء؟ هل ترفض نصائح الآخرين بدعوى الحرية؟ ماذا لو نبهك أحدهم لأنك تسير في الاتجاه الخطأ أو أن ثمة طريقًا أقصر من الذي تسلكه؟ هل تتجاهل التنبيه وتصر على اتباع مسلكك؟ إذا كانت إجاباتك “نعم” أو حتى “لا” فهذا الكتاب بالتأكيد لك، ولا أريدك أن تنتظر كثيرًا حتى تبدأ رحلتك وتطلع على عالم القرارات والاختيارات والتنبيهات.
مؤلف كتاب التنبيه.. تحسين القرارات بشأن الصحة والثروة والسعادة
ريتشارد هـ. ثالر | Richard H. Thaler: هو اقتصادي أمريكي حصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2017 لمساهماته في الاقتصاد السلوكي، وقد عمل أستاذًا للعلوم السلوكية والاقتصاد في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاجو، وتهتم أبحاثه بإيجاد الصلة بين الاقتصاد وعلم النفس وسيكولوجية اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Misbehaving: The Making of Behavioral Economics
The Winner’s Curse: Paradoxes and Anomalies of Economic Life
كاس ر. سنشتاين | Cass R. Sunstein: هو أمريكي متخصص في القانون والاقتصاد السلوكي، عمل أستاذًا في كلية الحقوق بجامعة شيكاجو لمدة 27 عامًا، كما كان أستاذًا بجامعة Robert Walmsley في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وكذلك كان مديرًا لمكتب البيت الأبيض للمعلومات والشؤون التنظيمية في ظل إدارة أوباما منذ عام 2009 إلى عام 2012. ومن مؤلفاته:
Sludge: What Stops Us from Getting Things Done and What to Do about It
Decisions about Decisions: Practical Reason in Ordinary Life
معلومات عن المترجم:
عمر سعيد الأيوبي: عمل بالترجمة لما يزيد على خمسة وعشرين عامًا، وله عديد من الترجمات مثل: “الاستراتيجية التنافسية: أساليب تحليل الصناعات والمنافسين”، و”خرافة التنمية: الاقتصادات غير القابلة للحياة في القرن الواحد والعشرين”، و”الموت الأسود”.