الأسرة المسلمة
الأسرة المسلمة
إن تكوين الأسرة يحافظ على استمرارية النوع البشري، وقد شرع الإسلام الزواج لإقامته وعزَّزه ويسَّره للحفاظ على النسل وبنائه، لكن حديثًا في كثير من المجتمعات الغربية وجدت علاقات من دون زواج، لذا اهتم الإسلام بالمرأة في بناء الأسرة، فهذا دورها الأول والمهم لأنها بفطرتها زوجة وأم وابنة تربي وترعى، ففيها من العاطفة ما يجعلها نبعًا للحنان والرعاية للكبير والصغير، ولأن مكانها الطبيعي هو البيت كانت كل هجمات الغرب عليها بأن تكون عاملة خارج البيت وألا تكون كما يدَّعون خادمة حبيسة البيت وحارسة للأطفال.
ولم يدركوا أن سبب تفكُّك أسر الغرب يكون بسبب تشويه فطرة المرأة وخروجها للعمل تاركةً بيتها، فتُقام أسرهم على الفردانية فقط وعلاقة نشأت بين رجل وامرأة دون إطار محدد، وكان هناك رأي مهم للأمريكية المسلمة سالي جان مارش قالت: “لقد أحببت هذا الجانب من الحياة الإسلامية حبًّا كثيرًا لأنه يمنح الزوج والزوجة والأبناء ما لا غنى لهم عنه من الحب والإخلاص والسلام الذي يعمر حياتهم، وليس ذلك فحسب، بل بفضل هذا الإخلاص في العلاقات الزوجية بين المسلمين فإنهم واثقون أن أبناءهم هم حقًّا من صلبهم غير دخلاء عليهم، وهذا مفقود في المجتمعات الأخرى”.
ومن عوامل الحفاظ على فطرة البشر حين شُرع الحجاب كان حشمة لكلا الطرفين كي لا تنحصر حياتهما في شهواتهما والزواج أيضًا، بل أقرَّ الإسلام أن فطرة الرجل والمرأة أضعف من أن يُحاصرا بكل هذه الفتن ولا يسقطان في الفاحشة، فهما كائنان ينجذب كلاهما إلى الآخر بفطرته، فقد بلغ عدد كبير في المجتمع الغربي من دون زواج فنتج عنه نساء بلا زواج ونساء بأطفال من دون زواج وانتشرت بيوت البغاء، وهذا قليلًا ما تجده في المجتمع الإسلامي، بل كل نصوص القرآن حرمته فعظمت الزواج لذلك.
الفكرة من كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
جاء الإسلام وكرم المرأة وذكر حقوقها وواجباتها مفصَّلة، ولم يسبق ذكر ذلك بهذا الشكل المُفصَّل في أي كتاب سماوي ليُخرجها من ظُلم الاستعباد والوأد والاحتقار ورفعتها من إحاطتها بمنظور جسدي فقط لمنظور أكثر تقديرًا وإنساني عظيم مُحررًا إياها من قيود الذل والظُّلم، لكن في العقود الأخيرة ركَّزت الأفكار الغربية على تحرير المرأة من حقوقها والتحقير من شأنها في بيتها وانتقاد البيوت المسلمة، لتأخذ إطارًا من منظورهم الغربي متحرِّرًا وما هو إلا متفكِّك من القيود الشرعية الإنسانية.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور عماد الدين خليل افتراءات بعض الغربيين بشأن اضطهاد المرأة في المجتمع الإسلامي، والأثر الغربي في سلخ المرأة المسلمة عن تعليم دينها، والازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع مسألة الحريات، وكيف أن الغرب -مدعي الديمقراطية- هاجم بشدة حجاب المرأة المسلمة في الغرب، ويتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مكانة المرأة في الإسلام بوصفها كائنًا متفردًا في صفاته وامتيازاته، مدللا بشهادات غربية لمسلمين ومستشرقين.
مؤلف كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
عماد الدين خليل عمر: مؤرخ ومفكر عراقي، حصل على إجازة الآداب، من جامعة بغداد، ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي.
أبرز مؤلفاته: “التاريخ ومناهجه وفلسفته”، و”ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز التفسير الإسلامي للتاريخ”، و”في التاريخ الإسلامي: فصول في المنهج والتحليل المكتب الإسلامي”.