الأسباب الخفية لسوء اتخاذ القرارات
الأسباب الخفية لسوء اتخاذ القرارات
ليست فقط صعوبة المشكلة التي نريد اتخاذ القرار بشأنها هي العامل الرئيس لتحديد ما إذا كان القرار صعبًا أم لا، بل هناك عدة عوامل أخرى تؤثر في ذلك منها: “داء التسويف” والذي يحدث عند وجود مجموعة من البدائل، ولتجنُّب عناء المفاضلة بينها نختار البقاء على الوضع الراهن، لأنه يجعلنا في مواجهة أقل الأخطار النفسية، وللتغلب عليه عزيزي القارئ عليك بتقييم البدائل الأخرى بناء على السلبيات والإيجابيات، وجعل الوضع الراهن أحد تلك البدائل وليس خيارًا أساسيًّا، وتَجنَّب المبالغة في تقييم الجهد والتكلفة لتغيير الوضع الراهن، مع إدراك أن الرغبة في بقاء الوضع الراهن ستتغير بمرور الزمن، فعليك بتقييمه من وجهة نظر الحاضر والمستقبل.
أيضًا قد نواجه صعوبة في التراجع عن القرارات ذات التكاليف المدفوعة التي لا يمكن استردادها، والاستمرار في تحمل تفاقم الأخطاء عن التراجع عنها علانية، وحل ذلك بالاستماع إلى وجهات نظر أناس لم يشاركوا في القرار ولم يتأثروا به، والتيقن من أنه حتى أفضل المديرين قد يتخذون قرارات ذكية لكن تأتي نتائجها سيئة.
ومن ضمن العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرار عدم اختيار الإطار المناسب لعرض السؤال الذي نتخذ بشأنه القرار، فحين تعرض مثلًا قضية ما من منظور الأرباح والخسائر، فإن الناس يفضلون الحصول على الربح المضمون القليل على المخاطرة ببدائل أخرى للحصول على ربح أعلى، ويفضلون تكبُّد أقل الخسائر ولو كلفهم ذلك اختيار أصعب البدائل! وحل ذلك بأن تضع إطارًا مختلفًا للمشكلة وترى أثر ذلك في تغيير تفكيرك، كذلك الاعتماد على معلومات أولية غير دقيقة واتخاذ القرار بناء عليها، أو جمع المعلومات التي تؤكد صحة الرأي الذي نتبناه ورفض ما سواها، بل وتفسير كل الأدلة بما يقوي ذلك الرأي، ويمكن تفادي هذا الأمر بأن تطلب من شخص آخر أن يكون محامي الشيطان حتى يبدي آراء ضد قرارك بهدف الوصول إلى أفضل القرارات.
ومن العوامل أيضًا تكرار تجربة ناجحة من الماضي دون النظر إلى مدى ملائمة الظروف للحاضر، أو الاعتماد على الحدس والتوقع عند قلة المعلومات، فإما أن تكون هناك ثقة مفرطة بالتوقع، أو حذر شديد جدًّا وتوقع حدوث الأسوأ، فتظهر مشكلات توازي تلك التي تحدث عند عدم الحذر، وحل ذلك بتقليل الانطباعات والانفعالات الشخصية وتوقع الحالات العليا والدنيا للمشكلة للوصول إلى المدى الحقيقي لها.
الفكرة من كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
نتعرض في حياتنا اليومية إلى اتخاذ الكثير من القرارات، حتى في تلك اللحظة التي نرفض فيها اتخاذ قرار، فإن ذلك يُعد قرارًا أيضًا! لذا فالأمر بحاجة إلى التوقف ومعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية اتخاذ قرارات ذكية تكون نتائجها الإيجابية كبيرة، وجعل خسائرها داخل النطاق المسموح بتحمُّله.
ويقدم هذا الكتاب ذلك عن طريق معرفة تفاصيل عمل الدماغ لاتخاذ القرار والعوامل التي قد تؤثر فيه، والانحيازات والأسباب الخفية التي تؤدي إلى قرارات سيئة، ومعرفة أسس الحوار الناجح داخل الشركة لاتخاذ القرار، وإيضاح خطورة إهمال الأخطاء الصغيرة
مؤلف كتاب عن اتخاذ القرارات الذكية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال (Harvard Business Review): كلية أعمال تابعة لجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية تقدم برنامج ماجستير إدارة الأعمال، ومن أبرز خريجيها: سلمان خان صاحب موقع خان أكاديمي، وتصدر عدة سلاسل من الكتب مثل: سلسلة “القيادي الناجح”، وسلسلة “الأكثر قراءة”، وكتب أخرى مثل:
عن قيادة التغيير.
عن إدراة الناس.
إدارة التفاعلات الصعبة.
كسب المفاوضات التي تصون العلاقات.
معلومات عن المترجم:
عبد الجليل محمد مصطفى: ترجم كتبًا عديدة منها: “فوربس: أعظم قصص الأعمال على مر العصور: 20 قصة ملهمة عن رواد غيروا طريقة حياتنا وإدارتنا لأعمالنا”، و”التجارة حرب: حرب الغرب على العالم”، و”المرجع في تربية الموهوبين للمرحلة الثانوية”، و”لا تستسلم أبدًا”.