الأسباب الاجتماعية والثقافية لصعود آسيا
الأسباب الاجتماعية والثقافية لصعود آسيا
العامل الأول هو انتشار “ثقافة السلام”، فعندما كانت التوقعات الغربية أن الحروب ستندلع في آسيا حدث عكس ذلك، فالأزمة المالية لدول شرق آسيا التي كان متوقعًا منها أن تحدث نزاعات في المنطقة، تم تخطيها بسلام دون اندلاع أية حروب، بالرغم من تأثيراتها المدمرة في اقتصاد الدول، إذًا فما الذي ساهم في نزوع هذه المنطقة نحو السلام في ظل الأزمات؟ يعد أهم الأسباب هو أن الآسيويين فهموا جيدًا معنى وقيمة السلام،
الذي أرساه الغرب في ما بينه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فلم يعد من المتوقُّع حدوث حروب بينهم، وهذا ما تـأكدت آسيا أنها بحاجة إليه لتحقيق التقدم، وثاني العوامل الاجتماعية للصعود الآسيوي هو “احترام سيادة القانون”، إن هذا المبدأ الغربي يكون فيه المجتمع -شعبًا وحكومة- مسؤولًا أمام القانون، وهذا متنافٍ مع العقلية الآسيوية ومبادئها، التي ترى أن الطبقة الحاكمة تعلو فوق القانون، ولا يعدو القانون كونه مجرد أداة في أيديهم للتحكم في الشعب، ويُفسَّر حسب مصلحة تلك الطبقة، أما الآن فقد لجأ الآسيويون إلى التفسير الغربي للقانون لأغراض اقتصادية بالدرجة الأولى،
فوجود القانون المستقل والسائد على الجميع أمر ضروريّ من أجل مصلحة الاقتصاد، وذلك للحصول على ثقة المستثمرين الأجانب وجذب رؤوس أموالهم، فكان على الصين أن تؤسس لنظام قانوني حقيقي وملزم للجميع ويحفظ للمستثمرين حقوقهم، أما العامل الثالث فهو “التعليم” وقد عرفت الحضارات كافة أهمية التعليم، ويعد الآسيويون من أكثر الشعوب إدراكًا لقيمة التعليم الغربي، وقد كان تأخر آسيا سابقًا في هذا المجال بسبب ازدراء عقليتهم للعالم المادي، فعندما تجاوز الآسيويون هذه النظرة أصبحت لهم الريادة في مجال العلوم الحديثة والتكنولوجيا.
الفكرة من كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
يختلف ما في هذا الكتاب عما اعتاد الغرب سماعه من مفكريهم، فالكاتب بصفته شاهدًا من مواطني آسيا قريبًا من غرف صنع القرار، ومطّلعًا على الأحداث، يبين أن الغرب بجانب دوره الأساسي في عملية التغيير، فهو جزء رئيس من المشكلة التي تقف في طريق إعادة ترتيب النظام العالمي، ويعطي الكتاب فرصة للمواطن الغربي أن يأخذ مقعدًا طالما تُرِكَ لبقية العالم، حتى يعرف نظرة الدول الأخرى إلى ما كان عليه العالم تحت القيادة الغربية، ويوضح الكاتب ما يحدث في آسيا من نهضة اقتصادية وعلمية، ويحلل أسباب ما نراه من تحول في موازين القوى نحو الشرق الأقصى.
مؤلف كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
كيشور محبوباني: دبلوماسي سنغافوري، وأستاذ ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية في مدرسة لي كوان يو، وعميد للمدرسة، شغل منصب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة، وكان السكرتير الدائم لوزارة الخارجية بسنغافورة من 1993م حتى 1998م، ويعمل عضوًا بمجالس إدارة عديد من المؤسسات في سنغافورة وأوربا وأمريكا الشمالية.
ومن مؤلفاته:
هل يمكن أن يفكر الآسيويون؟
ما بعد عصر البراءة: إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم.
معلومات عن المترجم:
سمير كريّم: مدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل وكيلًا أول لوزارة الاقتصاد والتعاون الدولي، وعمل مديرًا تنفيذيًّا لبنك التنمية الإفريقي ممثلًا لمصر وجيبوتي.