الأسباب
الأسباب
كان يُعتقَد أن نقص العاطفة عند الأبوين وبخاصةٍ الأم الذي يجعل العلاقة بينها وبين الطفل ميكانيكية لا تحمل أية مشاعر هو سبب التوحد، أو أن اكتئاب الأم خلال الشهور الأولى للطفل يجعلها منشغلة بمشاكلها ولا تهتم بتدعيم الصلة العاطفية مع وليدها، وربما تتعامل معه كأنه شيء تمتلكه وليس كيانًا مستقلًّا يحتاج إلى عاطفة وحب، لكن كل ذلك غير صحيح، أما سبب التوحد فهو معروف فقط في ١٠ إلى ٣٠٪، ومن أسبابه وجود خلل في الكروموسومات كهشاشة الكروموسوم إكس؛ وتكون ملامح الأطفال وأجسامهم أكبر من الطبيعي غالبًا وعندهم تخلف عقلي، ومتلازمة داون، وإصابة الأم بعدوى فيروسية كالحصبة الألمانية والهربس البسيط أو التناسلي في الأشهر الأولى من الحمل، أو تناول الأم بعض العقاقير كأدوية الصرع، وقد يحدث التوحد مصاحبًا لبعض الأمراض كمرض الفينيل كيتونوريا غير المعالَج والتصلُّب الدَّرني والصرع.
أما النسبة الأعظم من الحالات فمجهولة السبب، وقد أجريت دراسات كثيرة للبحث عن السبب لكن لم يثبت أن هناك سببًا قاطعًا يمكن إدانته بالمرض، وأكثر النتائج تقول إنه لا ينشأ عن سبب واحد وإنما بوجود استعداد وراثي للمرض ثم التعرض لعوامل بيئية محفَّزة كالفيروسات والمُلوِّثات، ومن هذه الأسباب: النقص في نسبة السيروتونين أو الجين المسؤول عنه، وقلة الأحماض الدهنية الأساسية اللازمة لطاقة الدماغ، وتكوُّن أجسام مضادة نتيجة خلل في الجهاز المناعي، ويرتبط انتشار الأمراض المناعية الروماتزمية في أقارب المتوحدين، والنقص في بعض المعادن والفيتامينات، وترتبط نسبة من المتوحدين بالتهاب معوي يسمى “الالتهاب المعوى التوحدى” نتيجة عدم تحمُّل الجسم لبروتينات معينة مثل الكازين في اللبن والجلوتين في القمح، فتستحثُّ الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة لخلايا الدماغ.
الفكرة من كتاب التوحُّد
ارتفعت نسبة انتشار مرض التوحُّد بنسبة مفزعة في السنوات الأخيرة، والتوحد (أو الذاتوية) هو أحد أكثر الاضطرابات الارتقائية شيوعًا والتي تحدث في سِن مبكرة، وينتج عنه خلل في العديد من الوظائف المتعلقة باللغة والتواصل الاجتماعي والانتباه والحركة، إضافةً إلى بعض الآثار السلوكية غير السوية، وللأسف فإن أسباب التوحد غير واضحة حتى الآن وعلاجه غير نهائي، وهذا الكتاب دليل مبسط للآباء وأطباء الأطفال ليكونوا على بصيرة بأعراض التوحد وضرورة الكشف المبكِّر عنه الذي يعدُّ حجر الأساس في فاعلية العلاج، وهو كذلك مرشد لكيفية التعامل الأمثل مع الطفل المتوحِّد في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب التوحُّد
الدكتورة جيهان أحمد مصطفى: أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، حصلت على الدكتوراه في طب الأطفال عام ١٩٩٩، وتلقَّت دورات تدريبية عن مرض التوحد في مركز سیتي لتدريب ودراسات الإعاقة الذهنية بالظاهر، وألقت العديد من المحاضرات عن التوحد في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية التي قامت بهـا كليات الطب والتمريض بجامعة عين شمس، ولها العديد من الأبحاث العلمية في مرض التوحد منشورة في العديد من المجلات العلمية المتخصِّصة في مجال الطب النفسي، ولها أيضًا أبحاث علمية في أمراض طب الأطفال، وعضو جمعية أحبَّاء ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن مؤلفاتها:
– حساسية الصدر والجلد.
– الروماتويد المفصلي الحدثي والذئبة الحمراء.