الأساليب التربوية
الأساليب التربوية
تتمثل الأساليب التربوية قبل سن التمييز في استحضار وجود الله في التفاصيل اليومية واستغلال ذلك لربط الطفل بخالقه باستمرار، وذلك في النعم والابتلاءات والتأمل، فمثلًا عند الطعام نخبره أن الله رزقنا به فنشكره، وعند مشاهدة منظر جميل نخبره أن الله الجميل خلق لنا هذا الجمال، وذكر الله (عز وجل) في مواقف الرحمة والعطاء والحب ونتجنَّب الترهيب وذكر عذاب الله وغضبه أو الناربكثرة، ويُراعى الترغيب والتحبيب في هذه السن الصغيرة، بالإضافة إلى تعويده الأذكار اليومية، والاهتمام بسماع الأذان وتعظيمه في نفس الطفل وشرح كلماته.
كما أن على الطفل أن يحفظ بعض سور القرآن ويفهم أنها كلام الله (عز وجل) ويكون البَدء بفاتحة الكتاب والإخلاص والمعوذتين، ولا بدَّ أن يكون المربي قدوة حسنة للطفل، ويعلمه الآداب والسلوكيات كالتعاون والاستئذان والرحمة.
وأما بعد سن التمييز فيُضاف إلى الطفل أمور يتفكَّر فيها ويتأملها، مثل تعليم الطفل عظمة هذا الكون والدقة التي خُلِقَ بها ليعظم الله (عز وجل) وقدرته، وتعليم الطفل أن الله حكيم في كل ما يفعل وفي كل مقاديره، ويتم استغلال الأحداث الجارية، فإذا مرض نعلمه أن الله هو الشافي وقيمة الدعاء فيتعلق قلبه بالله، وشكر الله عند السرور أو الرزق، ويُغرس في الطفل حب القرآن وتوقيره ويُعلم آدابه، ويكثر سماعه مع شرح مبسط للمعاني العقدية في قصار السور، وكذلك نحكي له قصص القرآن، وشرح أحاديث عقدية بسيطة، ويراعى التنويع في الوسائل الممتعة للطفل مثل التلوين والمسابقات والحكايات وتزيين غرفته أو فصله بعبارات تنطبع في ذهنه لكثرة ما يراها، مع أهمية الممارسة العملية ووجود القدوة.
ويُوضَّح للطفل مفهوم الابتلاء وأنه مقدر على الجميع لحكمة من الله، الذي سبقت رحمتُه غضبَه، وأن مع العسر يأتي اليسر، وعلينا الصبر وإحسان الظن بالله والتمسك بالدعاء، كما يُراعى أن يبتعد الوالدان عن غرس المفاهيم الإيمانية الثقيلة في أوقات البلاء الصعب والمؤلم للطفل إذ إنه لا يستوعبها في ذلك الوقت، ولا يُعقل أبدًا ترك الأطفال لطبيعتهم دون تدخل مستمر مع توفير الأنشطة التي تساعدهم على الاستكشاف، وتشجيعهم باستمرار، ومراعاة طفولتهم وميلهم إلى اللهو والمرح.
الفكرة من كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
أين هو الله، ولماذا لا نراه، وما معنى الموت، ومن الجن، ومن الذي خلق الله؟
كثير من الأسئلة يطرحها الأطفال ويجد الآباء والمربون صعوبة في الإجابة عنها، خصوصًا مع ضغوطات الحياة وضيق الوقت، بيد أن الإجابة عن هذه الأسئلة مهمة للغاية، فالمفاهيم التي تُزرع في عقل الطفل في السنوات الأولى هي العامل الأساسي في تكوين شخصيته على المدى البعيد.
فالأطفال لديهم قدرة فائقة على التعلم إذا شعروا بالأمان وتعهَّدهم معلم حريص، ومن منطلق “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” يقدم المؤلف التربية الإيمانية ومحاورها الضرورية والوسائل التربوية المساعدة، ثم يتطرق إلى نماذج عملية للإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة من الأطفال فيما يتعلق بأركان الإيمان الستة.
مؤلف كتاب أسئلة الأطفال الإيمانية
عبد الله حمد الركف: كاتب وباحث في المجال الفكري والشرعي، تخرج في جامعة أم القرى بقسم العقيدة، ونال درجة الماجستير عن رسالة بعنوان “نظرية المعرفة الدينية عند عبد الكريم سروش: دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة”، والكتاب الذي بين أيدينا صادر عن مركز دلائل المهتم بمواجهة المشكلات العقائدية، ضمن سلسلة “قضايا الطفل”.