الأساطيل البحرية
الأساطيل البحرية
تجنَّب المسلمون ركوب البحر في البداية، لأن العرب كانوا من البدو فلم يكن لهم سابق خبرة به، بعكس الروم والفرنجة الذين كانت لهم خبرة في ركوب البحر بسبب الحرب والتجارة فأتقنوا تعلمه والحرب بأساطيله، وغزوا إفريقية (تونس) والبربر وملكوا العديد من المدن، ولما استقر العرب في الحكم وصارت الشعوب المختلفة طوعًا لهم، وعرفوا أسرار الصناعات، واستخدموا الكثير من الملاحين، وزادت خبرتهم بالبحر، قاموا بإنشاء الأساطيل والسفن وزوَّدوها بالأسلحة، وتوجَّهوا إلى البلاد القريبة من البحر، وقام عبد الملك بن مروان بتكليف حسان بن النعمان بإنشاء دار الصناعة في تونس لتصنيع الآلات البحرية، وتطوَّرت الأساطيل تطورًا عظيمًا عند العبيديين وبني أمية بسبب وجودهم على شواطئ البحر، فتمكَّنوا منه، وملكوا كل الجزائر على ساحل البحر.
الأساطيل البحرية لها أهمية عظيمة لكل الدول، وبخاصةٍ تلك التي يكون على حدودها البحر، وعليه تعتمد الدولة في الحماية، وهو بمثابة الدرع لها، وسلاحها الذي تتغلَّب به وتتقدَّم، والدولة التي لا تعتني بالأساطيل تعدُّ مقصوصة الجناح.
يتكوَّن الأسطول من أنواع مختلفة من السفن، منها الشواني وهي سفن حربية فيها قلاع وأبراج، وفي أعلى البرج يقف الجنود، وفي الأسفل يوجد الأشخاص الذين يقومون بالتجديف، وهناك سفن أكبر منها تسمَّى البوارج والمسطحات، ونوع يسمى الحراقات وهي تشبه الشواني من حيث هي سفن حربية كبيرة وتتميَّز عنها بالمنجنيقات، ويتم تصميمها على أشكال مختلفة مثل الأسد والفرس، وهناك أنواع أخرى منها الطرائد وهي السفن التي تحمل الخيول، والقراقير التي تحمل الزاد والمتاع، والشلنديات وتعد من توابع الأسطول.
الفكرة من كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
غادر الكاتب مدينة الإسكندرية متوجِّهًا إلى الأندلس عام (٣٤٥) هجرية، في سفينة ضخمة ينزل بها العديد من العلماء الذين أتوا من بلدان مختلفة يشاركونه نفس الغاية، ليمرَّ بكريد، وهي الآن جزيرة يونانية، وصقلية وقلورية، وهما الآن إقليمان من أقاليم إيطاليا، وألمرية وقرطبة، وهما الآن مدينتان من مدن إسبانيا، ويصف ما يمر به من أحداث وما يراه من عظمة السلطان وقوة المسلمين وتوسُّعهم في فتح البلدان.
مؤلف كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
عبد الرحمن البرقوقي: أديب وناقد مصري، من مواليد محافظة الغربية، تلقَّى تعليمه في الأزهر الشريف، وتعلَّم على يد الشيخ المرصفي، وتعلَّم الكثير من الإمام محمد عبده، وللإمام عنده مكانة كبيرة، ولم ينسَ فضله عليه وقد أهداه هذا الكتاب، أصدر مجلة “البيان”، وأنفق عليها الكثير من ماله، وكان يكتب فيها نخبة من الأدباء مثل العقاد والمازني والسباعي، عُرِف بمتعة الحديث، وأنه يُؤلَفُ لصحبته والجلوس معه، من مؤلفاته: “الفردوس”، و”شرح ديوان المتنبي”، و”الذاكرة والنسيان”، و”دولة النساء: معجم ثقافي”.