الأزمة وآثارها المحلية والعالمية
الأزمة وآثارها المحلية والعالمية
كانت الولايات المتحدة الأمريكية أول المتضرِّرين بالآثار السلبية لهذا الانهيار المالي، فعلى المستوى المحلي هرب الكثير من رؤوس الأموال والاستثمارات خارج الولايات المتحدة إلى الأسواق الناشئة خوفًا من الإعصار المالي، كما انخفض الناتج الإجمالي المحلي وانكمش الاقتصاد وزادت معدلات البطالة.
أما على الصعيد العالمي فلا شك أن المكانة المالية لأمريكا ترنَّحت بعد تلك الأزمة، وبدأت التساؤلات ماذا لو سقط الدولار من على العرش؟ أضف إلى ذلك انهيار عملات بعض الدول الأخرى نتيجة ربطها بالدولار، والآثار السلبية التي أصابت الاقتصاد العالمي جراء انكماش الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي انعكس على صادرات الدول الأخرى، فأمريكا هي المستورد الأول في العالم، كما أدى تأثر القطاع المالي العالمي بنظيره الأمريكي إلى غلق شريان الأموال عن الشركات الصناعية الكبرى بالدول الأخرى التي بدورها تحتاج إلى سيولة مستمرة، لضمان عدم توقف عمليات الإنتاج مما زاد الأمر سوءًا.
وبالنظر إلى آثار الأزمة المالية العالمية على عالمنا العربي، فبداية يمكن القول إن أغلبية الدول العربية قد سارعت منذ زمن في تطبيق سياسات الليبرالية الحديثة، مما زاد من عملية انخراطها داخل الاقتصاد العالمي وانفتاحها عليه، وعلى ذلك فكلما زادت درجة الانفتاح تلك كان الضرر أكبر، فدول مثل مجلس التعاون الخليجي كانت أكثر الدول تضررًا من غيرها نظرًا إلى مساهمة قطاع التجارة الخارجية المتمثل في النفط بنحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي، ومع دخول العالم موجة كساد انخفض الطلب على النفط فهوت أسعاره إلى الانخفاض، فضلًا عن الاستثمارات المالية لصناديق الثروة السيادية لدول الخليج بأسواق المال العالمية، وبخاصة أمريكا قلب العاصفة، مما جعل الضرر أعظم سواء من ناحية الاقتصاد العيني أو الاقتصاد النقدي.
الفكرة من كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.
مؤلف كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.