الأزمة الإيرانية
الأزمة الإيرانية
في يوم ٤ نوفمبر عام ١٩٧٩م، احتل الطلاب الإيرانيون السفارة الأمريكية في طهران، مما أثار مشاعر الغضب لدى الأمريكيين، بسبب هذا الاستيلاء المهين، نسبة كبيرة من الأمريكيين عرفوا الإيرانيين من خلال التغطيات الواسعة للأجهزة الإعلامية، إذ نقلت تفاصيل كثيرة بدرجة لا توصف، فظهرت إيران في تلك الأثناء رمزًا لعالم المسلمين.
والتغطية الإعلامية في تلك الفترة ترينا الموقف الحقيقي للغربي والأمريكي والصورة المخزونة بداخلهما عن “الآخر”، فالتغطية تظهر الأمريكي في موقف “نحن” المحاصَر داخل السفارة، صاحب الحياة السوية الديمقراطي العقلاني، في مقابل “الآخر” وهو الإسلام، الذي يتسم أصحابه بالجنون والهياج المعادي لمصالحنا.
صورة الإيراني والشيعة يُربط بينها وبين أي متاعب تحصل، فللإسلام علاقة بارتكاب القتل ونشوب الحروب والصراعات في أي مكان، وإيران يشار إليها بالعاطفة الدينية المكبوتة التي انطلقت في هياج، فقُصِرَت صورة الإسلام على بعض السخافات، وتم تجاهل التنوع والتعداد الكبير لعالم المسلمين تمامًا، فالإيراني ترتبط صورته بالعربي، ونسمع أصواتًا عالية تقول في ظل الأزمة الإيرانية: “عودوا إلى أوطانكم أيها العرب”.
تظهر تلك السخافات مع مجلة عريقة ذات مكانة عالية مثل الـ”نيويورك تايمز”، فعلى الرغم من عدم الاهتمام قبل حدوث الأزمة في ما يخص الإسلام أو الشرق، بدأت تلتفت إليهم بعد الأزمة، فتأتي سلسلة من المقالات والمناقشات نجد في ثناياها حديثًا عن جمود اللغة العربية وأنها خطابية، واستهزاءً بالذهن الإسلامي كونه يعجز عن التدرج في التفكير، صورة عنصرية تمتاز بالهراء والرجوع إلى أقوال سابقة للمستشرقين.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.