الأرض الموعودة
الأرض الموعودة
تقوم البروباجندا اليهودية على دعوى مفادها أن أرض فلسطين ملك لليهود، استنادًا إلى الزعم التاريخي المتمثل في بعض النصوص الدينية في العهد القديم أن الإله وعد الآباء وذريتهم بأن يرثوا هذه الأرض من وادي العريش في مصر إلى نهر الفرات في العراق، وهنا استخرجت الصهيونية العالمية هذا الوعد –المزعوم– من التراث اليهودي، واعتبرته بمثابة صك ملكية ممهور بخاتم الإله! ومن ثمَّ استخدمته لتسويغ أي ادعاءات سياسية أو ممارسات استيطانية كما حدث مؤخرًا في حي الشيخ جراح في غزة، ويكأن الله صدَّق سلفًا على الجرائم التي قام بها الصهاينة لإنشاء كيانهم المزعوم!
وهذا النهج الأسطوري الضيق الأفق الذي تتبنَّاه الصهيونية المتزمِّتة اليوم بزعم أنهم شعب التوراة -كما صرح بذلك الجنرال موشي ديان، وزير الدفاع الصهيوني بين عامي 1967، 1973- دفعها بمساعدة القوى العظمى إلى الإغارة على شعب أعزل وتهجيره من أرضه، مستخدمةً في ذلك كل أساليب العنف والإرهاب الدموي، غير أن كثيرًا من الباحثين الغربيين شكَّكوا في مصداقية هذا الوعد الإلهي –المزعوم– وبعضهم اعتبره مجرد قصص خيالية لا تثبت على أساس متين.
لا سيما أن تراث شعوب المنطقة في الشرق الأوسط قد احتوى وعودًا مماثلة، ولو لم يكن اليهود قد تلقَّوا وعدًا مشابهًا لكانوا بلا شك حالة شاذة! كذلك اشتمل هذا النص التوراتي –إن صحَّ– على عدة تفسيرات تتعلَّق بأن الوعد بالأرض كان مفاده مجرد الاستقرار والسكنى في منطقة محددة وليس غزو بلد ما أو الإغارة على منطقة بأكملها، وإلا فلنا أن نتساءل: لماذا لم يفهم اليهود وأحبارهم هذا الوعد طوال فترة التيه والشتات، والتي امتدت إلى ما يقرب من عشرين قرنًا قضوها طواعية بعيدًا عن فلسطين! وعلى ذلك فالادعاءات الصهيونية اليوم لا تعدو أن تكون تجسيدًا لغوغائية التربة والدم.
الفكرة من كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
كيف تحولَّت فكرة قومية إلى حركة استعمارية تقوم على الرجعية والإرهاب لتفزع جيرانها من العرب وتحتل بعد ذلك من ترابهم المقدس ما تصل إليه الأقدام الدنسة لجنودها، مستبيحة القيام بالمذابح البشعة في حق الفلسطينيين من دير ياسين وكفر قاسم إلى يافا ومؤخرًا حي الشيخ جراح في غزة، فما هي تلك الصهيونية؟ وفي أيَّة ظروف تكوَّنت؟ وكيف استطاعت التعمية على مخططاتها؟ من هنا كانت أهمية هذا الكتاب، إذ ينسج الكاتب لوحة فنية من قماش الوقائع والأحداث للإجابة عن كل تلك الأسئلة، كما يسهب كذلك في الرد على معظم الحجج والمزاعم التي يثيرها صهاينة العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة.
مؤلف كتاب الأساطير المؤسِّسة للسياسة الإسرائيلية
روجيه جارودي : فيلسوف وكاتب فرنسي، وُلد في 17 يوليو 1913 في فرنسا، حصل جارودي على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو، اعتنق الإسلام 1982، ونال جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995، وتوفي في 13 يونيو 2012.
له العديد من المؤلفات منها: “وعود الإسلام”، و”الإسلام يسكن مستقبلنا”، و”الإرهاب الغربي”، و”نحو حرب دينية”.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد هشام: كاتب وشاعر، مدرس الأدب الإنجليزي في جامعة حلوان، بمصر، شارك في إعداد “موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية” التي أشرف عليها الدكتور عبد الوهاب المسيري، وصدرت عام 1999، صدرت له عدة بحوث وترجمات في مجال الصراع العربي الصهيوني، منها: “الفلسطينيون عبر الخط الأخضر”، تأليف ألكسندر شولش وآخرين (1986)، كما صدرت له عدة ترجمات أدبية لعدد من الكتاب، من بينهم بابلو نيرودا، وإملي ديكنسون، ووليام بتلر ييتس، وماتسو باشو، وغيرهم.