الأذى والعلاج
الأذى والعلاج
هناك علاقة وثيقة بين الاحتراق العاطفي وعملية الابتزاز، فالشخص المبتز عاطفيًّا يصنف إلى أربعة أصناف: أولًا الشخص المعاقب الذي يهدِّدك إذا لم تفعل ما يريده بالحرف الواحد ويستخدم أسلوب التعنيف، وهناك نوع ثانٍ يسمى المعاقب الذاتي وهو الذي يهدِّدك بأذية نفسه إذا لم تفعل ما يريده، والنوع الثالث هم المعانون، وهم الذين يمارسون الألاعيب حتى يشعروك باللوم والذنب، وقد يكونون في معاناة فعليَّة ولكن مشكلتهم أنهم يستخدمون هذه المعاناة للابتزاز حتى ترضخ لهم، والنوع الرابع هو نوع المغرين الذين يوجهونك لفعل الأوامر في مقابل المقايضة بشيء تحتاجه منهم، وقد يستغلون مشاعرك لمصلحتهم الشخصية.
وهناك ألاعيب عديدة في العلاقات مثل أن يظهر أحد الأطراف دائمًا في صورة الضحيَّة ولا يلوم نفسه مهما أخطأ، وأحيانًا قد ترى شخصًا ذا نمط سلبي وميول انهزامية دائمًا ما يظهر نقاط ضعفه حتى يبرر فشله وأخطاءه.
الاحتراق يترك إحساسًا صعبًا لدى الناس حيث يشعرون بعدم الجدوى أو عدم وجود هدف لأي شيء، وهذا الاحتراق لا يزول من تلقاء نفسه، بل لا بد من علاج المشكلة الأساسية، وأهم خطوة في طريق التعافي هو أن تلجأ إلى الله تعالى، لأن الله هو المنجِّي من كل هذا الظلام الذي بداخلك، ثم فكِّر ما سبب احتراقك؟ وانظر إلى مشاعر استيائك إلى أي جهة تتجه؟ ومن ثم ركِّز على الأساسيات واهتم بصحة بدنك، ثم خذ إجازة وأعد تقييم الأمور، كما يجب أن تمنح نفسك وقتًا كافيًا من الاسترخاء، وتذكَّر أنه لا يجب أن تُحمِّل نفسك فوق طاقتها، حاول أن تفكِّر بإيجابية وطوِّر من مهاراتك قدر الإمكان حتى أنه يمكنك تغيير مكان عملك إن تسنَّى لك ذلك، وإذا باء كلُّ شيء بالفشل لا تخجل من زيارة الطبيب النفسي.
الفكرة من كتاب نادي الاحتراق النفسي
في كثير من الأحيان نشعر أن أبسط المهام أصبحت ثقيلة لا تُطاق، حيث نفقد طاقتنا وفاعليتنا تمامًا، ولا نعلم ما سر هذا الشعور؟ ترى ما الذي حدث فجأة حتى نصل إلى هذه الحالة من الذبول؟
هذا ما يشرحه لنا الكاتب.. وحان الوقت أن نفهم.
مؤلف كتاب نادي الاحتراق النفسي
الدكتور عمرو صالح: مصري الجنسية، وهو مدرس مساعد بقسم الغدد الصمَّاء والسكر بكليَّة عين شمس.
ومن أبرز مؤلفاته: “قواعد الرعب العشرون”، و”هكذا قُتِل زارا”.