الأدوية النفسية والعلاج المعرفي السلوكي
الأدوية النفسية والعلاج المعرفي السلوكي
يساعدك العلاج المعرفي السلوكي للتعرُّف على المعتقدات السلبية وغير الصحية واستبدالها بوسائل أكثر قبولًا للتكيف، وكلمة معرفي تشير بوضوح إلى أهمية “أن تعرف” كي تستطيع مقاومة الأفكار الوسواسية، وثبت بالبحث العلمي أنه من خلال العلاج السلوكي نستطيع تغيير كيمياء الدماغ التي تسبَّبت في مرض الوسواس القهري، ولكن يجب أن نضع في عين الاعتبار أن هذا قد يستغرق شهورًا ويحتاج إلى صبر وجهود مضنية، ولأن الفكرة الوسواسية في غاية القوة، وإذا وقفت في مواجهتها وحاولت إخراجها، ستغلبك في كل مرة، والأفضل أن تتجنَّبها وتلتفَّ حولها وتتقدَّم إلى سلوك آخر، وحينما تستخدم فطنتك لمواجهة هذه الفكرة تستطيع التغلُّب على الوسواس القهري ليس بتحمُّل مسؤولية عملك، بل بتحمُّل مسؤولية عقلك وحياتك، كما تساعد الأدوية النفسية على خفض القلق والتوتر المصاحب للأفكار الوسواسية، وبالتالي خفض الأفعال القهرية لأنها تعمل على ضبط المواد الكيميائية بالدماغ.
ومريض الوسواس القهري تكون قدرته على اتخاذ القرارات معطَّلة، لذا يجب أن يتولَّى أحد غيره مسؤولية إرشاده وتنبيهه لما يفعله، ويمكنك إقناع المريض بتطبيق قاعدة الخمس عشرة دقيقة، وفكرتها هي أن تقوم بتأجيل استجابتك للوسواس أو الفعل القهري فترة من الزمن، ويفضَّل أن تكون خمس عشرة دقيقة قبل أن تفكِّر في إطاعة تلك الأعراض، ولأن مرضى الوسواس يعانون من عدة أعراض في نفس الوقت، فلا داعي لأن تفقد الأمل بسبب كثرة ما تعانيه، والأفضل أن تبدأ في علاج عرض واحد فقط، وبعد الانتهاء منه انتقل إلى العرض الذي يليه، وابدأ بأقل الأعراض تأثيرًا في حياتك، وإن كنت تعاني من سلوك قهري كأن تقوم بالتأكُّد عدة مرات من أنك أغلقت الباب، أو أطفأت النار، يمكنك القيام بذلك من أول مرة بانتباه زائد ووعي عميق، وبالتالي تحصل على صورة عقلية جيدة تستطيع الرجوع إليها عندما يثور إلحاحك القهري.
وضع في اعتبارك أن تناول دواء الوسواس القهري يساعد على تغيير الأفكار ومقاومة ردود الفعل القهرية، وأدوية الوسواس القهري ليست مخدرات، ولا تؤدي إلى الإدمان أو التعوُّد، ولا تحتوي الكورتيزون، ولكنها مثل أي أدوية عادية لديها بعض الآثار الجانبية، ويمكن لطبيبك وصف الدواء لك طبقًا لشكل جسمك وأعراضك، وتذكَّر أن مفتاح التحرُّر من الوسواس يكمن في عدم اليأس والاستمرار في المحاولة والمثابرة والمقاومة، والتحرُّر يأتي من جمال الخطوات الصغيرة، فعندما تتحكَّم في مهمة سهلة وبسيطة يمكنك بعدها إتمام مهام أكثر صعوبة.
الفكرة من كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي يعانيها الكثيرون، بل ويفقدون الأمل في الشفاء منه، لأنه يأتي على هيئة أفعال لا إرادية يصعب على الشخص الفرار منها، بل ويخيَّل إلى المريض به أن هناك أصواتًا تدور داخل عقله تعذبه إن لم يفعل كل شيء كما يخبره وسواسه، أو يرى أن دماغه ونفسه ينقلبان ضده ليصبح في النهاية بعيدًا عن نفسه، وغريبًا عن أقرب الناس إليه.
ولذا صديقي مريض الوسواس سيكون هذا الكتاب هو دليلك للقضاء على الوسواس، وقهر الشخص المتنمِّر الموجود بداخل رأسك مخبرًا إياك بألَّا تتوقَّف، كما سيجعلك هذا الكتاب تفهم أفكارك الوسواسية، وتعرف منشأها، وكيف تتعامل معها، وتكون أنت المعالج السلوكي لذاتك لتتحرَّر من قيد الوسواس القهري، وتنعم بحياة طبيعية لا يعكِّر صفوها شيء.
مؤلف كتاب الرجل الذي لم يستطع التوقُّف.. دليلك النفسي للتعامل مع الوسواس القهري
منال الدغار: طبيبة وكاتبة مصرية، وهي استشاري أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي وعلاج الإدمان، حصلت على الدكتوراه في الصحة النفسية، ودراسات عليا في الطب النفسي الجنسي والعلاقات الزوجية، كما قامت بكتابة العديد من المقالات عن تبسيط الطب النفسي في عدد من الجرائد مثل الأهرام والشروق، وهي عضو نشط في العديد من الجمعيات الخيرية اللاحكومية، وسفيرة للنوايا الحسنة بقطاع التعليم بالأمم المتحدة، ولها مساهمات عديدة في التوعية النفسية والمجتمعية.
من أبرز أعمالها:
زوجات خائنات.
الحب منك وإليك.
طيور لن تهاجر ثانيةً.
مدينة الأحلام الملعونة.