الأدب الأفريقي
الأدب الأفريقي
أما عن لغة المسرح الأفريقي فإن للدراما أصولها في صراعات البشر مع الطبيعة، ومع الآخرين، وتاريخ المسرح الأفريقي في كينيا كان دومًا تحت إدارة البريطانيين، وذلك حتى سنوات عديدة من الاستقلال، ثمَّ كانت المطالبات الواسعة بالتخلُّص من تلك السيطرة، ويحكي واثيونغو لنا عن مسرح كاميريثو في كينيا، ويوضِّح أنَّه كان الافتراض الدائم القائم هو أخذ المسرح إلى الشعب، بأن يُمنح الشعب مذاق كنوز المسرح، فليس للشعب تقاليد مسرحية وإن افتراض أن يُمنح الشعب مسرحًا هو بالطبع اتفاق مع الخرافة الحكومية بأن الشعب يُمنح التطور والتنمية إذا أدَّب الناس أنفسهم، لكن الاستعمار هو الذي أوقف التطور الحر للتقاليد المسرحية الوطنية المتجذِّرة في الممارسات الطقسية والشعائرية للفلاحين، فإن اللغة الحقيقية للمسرح الأفريقي لا يمكن أن توجد إلا عند الفلاحين –الفلاحين بخاصة– في حياتهم، وتاريخهم، وصراعاتهم.
وأما عن لغة القصة الأفريقية فبالنظر إلى تجربة كتاب “شيطان على الصليب”، نجد بعض القضايا والمشكلات الأوسع المتعلقة بوجود الرواية الأفريقية وأصولها ونموها وتطورها، إذ إنَّ العنصر الأكثر جوهرية في الحكايات الشفاهية، كما في الرواية، لا يزال هو القصة، أي عنصر ما سيحدث من بعد، والمهارة تكمن في الأدوات المتنوعة لإدامة القصة، وقد يكون السؤال الحاسم ليس ذلك المتعلق بالأصول العرقية والقومية والطبقية للرواية، وإنما المتعلق بتطور الرواية، وبالاستخدامات التي توضع فيها باستمرار.
إنَّ مراقبة نغوجي للناس العاديين، وهم يروون الأحداث بعضهم لبعض، بيَّنت له أيضًا أنهم يتقبَّلون، ببهجة، التدخلات والاستطرادات، والسرد داخل السرد، والتصوير الدرامي، دون أن يفقدوا خيط السرد الرئيس لأنَّ القصة داخل القصة جزء لا يتجزأ من أعراف الحديث لدى الفلاحين، والزواج السليم بين المضمون والشكل هو الذي يقرِّر التلقي الذي تحظى به الرواية.
الفكرة من كتاب تصفية استعمار العقل
إنَّ قضية اللغة من أهم القضايا المحورية التي تمسُّ الشعوب وسياساتها وثقافاتها وآدابها، وعن قضية اللغة في الأدب الأفريقي يتحدَّث الكاتب الكيني نغوجي واثيونغو، فمن المثير أن تقرأ كتابًا عن التجربة الأفريقية في الكتابة الإبداعية، وهنا نرى أهمية الترجمة في نقل مختلف العلوم والآداب إلى اللغة العربية.
مؤلف كتاب تصفية استعمار العقل
نغوجي واثيونغو Ngũgĩ wa Thiong’o: روائي ومسرحي وكاتب قصص قصيرة من كينيا، ولد في 5 يناير عام 1938م، كان يومًا رئيس قسم الأدب بجامعة نيروبي، وقضى فترة اعتقال دون محاكمة في سجن مشدَّد الحراسة في كينيا.
من أعماله: “لا تبكِ أيها الطفل”، و”حبة حنطة”، و”بتلات الدم”، و”شيطان على الصليب”، حصل على جائزة لوتس للأدب، وجائزة بارك كيونغ ني، ورُشِّح أكثر من مرة لجائزة نوبل في الآداب.