الأداء العقلي العالي “ما يتميَّز به الإنسان”
الأداء العقلي العالي “ما يتميَّز به الإنسان”
من المواضيع المهمة المتعلقة بالفروق الفردية بين الأشخاص موضوع الممارسة الناتجة عن الفروق الفردية في العمليات العقلية العليا، ونعني بها: الإدراك، والتفكير، والتذكر، والنسيان، واكتساب اللغة، والانتباه، وكما ذكرنا أن السلوك أو الممارسة بشكل عام، والذي هو النشاط الكلي المركب الذي يقوم به الفرد، والذي ينطوي على عمليات جزئية وحركات وأداءات تفصيلية كما ينقل الكاتب، ويتأثر بعوامل عدة منها العامل الوراثي الجيني، وعامل البيئة والمجتمع الذي يُكسبه خبرات تساعد على نموِّه في شتى النواحي المعرفية والإدراكية والوجدانية، بل والجسدية، أو تحبط من نمو ذلك كله وتجعله بطيئًا، وبالتالي تتأثَّر العمليات العقلية التي ذكرناها في بداية هذه الفقرة.
ما أهمية هذه العمليات من تذكُّر وانتباه وتخيُّل وإدراك واكتساب لغة وتفكير ونسيان فيما يتعلق بالفروق الفردية؟
هذه العلميات من أوضح ما يميز الأفراد بعضهم عن بعض، وبالتالي يمكنها أن تساعدنا على تفسير ومعرفة ما يتعلق بالشخصية في جوانبها المختلفة، وبالتالي تساعدنا على التوجيه والتنظيم للبيئة التي يعيش فيها الفرد ومن ثم لسلوكه فيها فيتحسَّن أداؤه وتزداد معارفه من هذه الناحية.
أما عن عملية اكتساب اللغة فهي من العمليات المعقدة والعجيبة في بابها، فكم رأينا من أطفال مثلًا يتقنون لغات عدة في سن صغيرة، بل أكثر من ذلك حين يتقن أحدهم مفردات لغة ما يحسن أن يؤلف قصيدة من كلمات تلك اللغة، ولا يخفى عليكم ما في القصيدة من مشاعر وتصوُّرات، فهو هنا لم تنتقل إليه مفردات اللغة فقط، بل استطاع أيضًا أن يحيي مفرداته تلك في وجدانه، فلا عجب أن يقع هذا العلم تحت دائرة اهتمام العلماء وعنايتهم، ومن ذلك الاهتمام وجود اختبارات تقيس الفروق الفردية في فهم المعاني، وأخرى تقيس القدرة اللفظية، ومنها ما يقيس الطلاقة في التعبير، وغير ذلك.
ومما يميز الإنسان أيضًا من فروق يختلف بها عن الآخر، بل عن الجنس الآخر، ما يتعلق بالجنس نفسه واختلاف كل واحد من الذكر والأنثى في تعبيرهما عنه وفي رغبتهما فيه أيضًا، ومعرفة هذا تمكِّننا من الاستفادة منه مثلًا في جانب إشباع وتحقيق الرغبات البيولوجية عند الإنسان وفي عملية التكامل النفسي أيضًا كما يذكر الكاتب.
الفكرة من كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
خلق الله الإنسان كائنًا فريدًا متميزًا عن سائر خلقه، بل إن ما أودعه الله فيه من عجائب الخلق والتكوين لهو آية من آيات الله التي أُمِرنا بالتأمل والتفكُّر فيها، بدايةً من اختلاف بصمات الأصابع إلى ما يجول في الصدور من خواطر وما يعترك فيها من انفعالات تنتج سلوكًا يتميَّز به كل فرد عن الآخر، وقد حاول العلماء أن يدرسوا ما الذي يمكن أن يؤثر في تلك الفروق التي تتنوَّع بين فرد وآخر، لا.. بل بين مجتمع وجاره وبين جنس ونقيضه! وهل هناك ما يمكن السيطرة عليه وتوجيهه لتحسين تلك الفروق؟ هل هناك أصلًا فروق بحاجة إلى أن تتحسَّن، ولماذا يُخضِعون البشر لمقاييس واختبارات ومعايير معينة؟ هل يجب أن نكون نسخًا وفق معيار واحد، أم أن هذه الفروق هي ما يميزنا كبشر أصلًا! تعالَ نطلع معًا على هذا الكتاب لعلَّه يجيبنا عن بعض هذه الأسئلة.
مؤلف كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
أسعد شريف الإمارة: عراقي الأصل، أستاذ جامعي وباحث سيكولوجي، حاصل على ليسانس علم النفس، وماجستير في علم النفس والإرشاد، ودكتوراه في الإرشاد والصحة النفسية، له كتابات ومؤلفات في هذا المجال، ومنها:
سيكولوجية الشخصية.
علم نفس الشواذ.
أسئلة نفسية حائرة.