الأداءات التي يقوم بها الأفراد في أثناء عملية التفاعل مع الآخرين
الأداءات التي يقوم بها الأفراد في أثناء عملية التفاعل مع الآخرين
عندما يؤدي شخص من الأشخاص دورًا من الأدوار، فإنه يحتاج إلى أن يأخذ المراقبون الانطباع الذي وصل إليهم على محمل الجد، لأنه يريد أن يثقوا بأن شخصيته التي أمامهم تمتلك بالفعل السمات التي تظهر عليها، وبناءً على ذلك يوجد نوعان من المؤدِّين للأدوار، النوع الأول هو المؤدِّي للدور المقتنع في صميم نفسه بأن الانطباع الذي يُبديه هو الواقع الفعلي، وعندما يقتنع الجمهور بذلك لن يكون لدى أي منهم شك حول واقعية ما يقدمه، النوع الثاني المؤدِّي المتهكِّم أو المضلل وهو ذلك الشخص الذي لا يؤمن بفعله، ولا يهتم بجمهوره، وكل غرضه من الأداء الحصول على بعض المتعة المتمثلة في حقيقة أنه يستطيع التلاعب بشيء يأخذه الجمهور على محمل الجد.
وفي بعض الأحوال يمكن أن يبدأ الدور الذي يؤديه الفرد من عدم الإيمان ثم يتحول بعد ذلك إلى الإيمان به، ومثال على ذلك طالب كلية الطب، ففي العامين الأولين يُكرِّس كل وقته لتعلُّم كيفية النجاح في الامتحانات، وفي العامين التاليين ينشغل بالتعرُّف على الأمراض، وهو ما لا يتيح له أن يُظهر أي اهتمام أو تعاطف تجاه المرضى، ولا يمكن أن يؤمن بمثله العليا التي دخل الكلية من أجلها إلا بعد نهاية تعليمه الطبي!
وينقسم الأداء سبعة أجزاء، أولًا: “الواجهة” وهي الأدوات التعبيرية التي يستخدمها الفرد في أثناء أدائه ليُعرِّف الوضع لمن يراقبونه، ثانيًا: “التحقيق الدرامي للدور” وهو تأكيد الفرد بصورة درامية على حقائق توكيدية لا يمكن أن ينتبه لها الجمهور بغير ذلك، ثالثًا: “إضفاء الطابع المثالي” إذ يقدم الفرد انطباعًا له صفة المثالية لمراقبيه كي يتفق مع توقعاتهم، رابعًا: “الإبقاء على التحكم التعبيري” إذ يجب أن يكون المؤدي يقظًا لحالات التواصل الطارئة التي من الممكن أن تكشف الخلل بين التقديم الرسمي والواقع، خامسًا: “إساءة التمثيل” إذا كشف الجمهور زيف انطباع واحد، فإن ذلك يجعلهم يشكون في جميع الأنشطة التي قدمها المرء حتى ولو كان صادقًا فيها، سادسًا: “التعمية” فوجود حاجز بين مؤدي الدور والجمهور يُولد الرهبة فيهم، ومن ثمَّ يتمكن من إبقاء الجمهور في حالة تعمية حيال الانطباعات التي يقدمها، سابعًا: “الواقع والاختلاق” عندما ينتقل الفرد إلى موقع جديد ويؤدي دورًا جديدًا، فإنه في البداية يختلق أداءات تتوافق مع الوضع الجديد والدور الذي يؤديه.
الفكرة من كتاب تقديم الذات في الحياة اليومي
يُبين المؤلف في هذا الكتاب الطرائق والأساليب التي يُدير بها البشر صورهم وانطباعات الناس عنهم، واعتمد في بيان ذلك على مبادئ دراماتورجية خاصة بفن التأليف المسرحي، فالممثل وهو الطرف الأول على خشبة المسرح، يقدم نفسه في هيئة شخصية مسرحية ضمن طرف ثانٍ وهم الشخصيات المسرحية التي يقدمها ممثلون آخرون، ويُشكل الجمهور طرفًا ثالثًا في هذا التفاعل، وهو طرف أساسي، لكن في الأداء المسرحي الواقعي لا يكون الجمهور طرفًا في الأداء، إذ تُضغط الأدوار الثلاثة في دورين فقط يمثلهما المؤدِّي والآخرون الذين يشاركونه الأداء.
مؤلف كتاب تقديم الذات في الحياة اليومي
إرفنج غوفمان: هو عالم اجتماع وعالم نفس كندي، وأحد أكثر علماء الاجتماع تأثيرًا في القرن العشرين، شغل منصب الرئيس الثالث والسبعين للجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع، وكان عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس بجامعة كاليفورنيا وجامعة بركلي، من مؤلفاته:
ملاذات.. مقالات عن الوضع الاجتماعي للمرضى العقليين وغيرهم من النزلاء.
تحليل الإطار.
أشكال الكلام.
معلومات عن المترجم:
ثائر ديب: هو مترجم وطبيب سوري، تخرج في كلية تشرين بسوريا، ومتفرِّغ كليًّا للعمل في الترجمة والمجال الثقافي، شغل عضوية الهيئة الاستشارية لسلسة “ترجمان” الصادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وعمل في الهيئة السورية للكتاب، وهو عضو جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب العرب، من ترجماته:
فكرة الثقافة.
بؤس البنيوية.
العلاج النفسي بين الشرق والغرب.