الأخ الأصغر يراقبك!
الأخ الأصغر يراقبك!
أينما ذهبنا نخلّف -بقصد أو بغير قصد- آثارًا إلكترونية تدل علينا، وأي محاولة لتجنب ذلك تشبه محاولة من يريد ألا يلمس الأرض حين يسير عليها، لقد صدق حدس أوريل إذًا، ولكنّ الأخ الأكبر لم تكن لديه محركات بحث لجمع البتات والعثور على الإبرة في كومة القش، بينما تستطيع الأجهزة الرقمية فرز وتصنيف البيانات الضخمة والمملة وإعادة تجميع أجزاء الصورة لتحدد من نحن وماذا نفعل، وقد كُشفت عمليات الفساد لشركة “إنرون” بعد تحليل نحو نصف مليون رسالة بريدية. لكننا نتقبل انتهاك خصوصياتنا مقابل الراحة والكفاءة أو توفير المال وربما رغبة في الشهرة والظهور، إنَّ نصف البالغين لا يضعون قيودًا للاطلاع على محتواهم، و٦٠٪ من مستخدمي الإنترنت لا يبالون بكم المعلومات المتاحة عنهم بل يسجل الكثيرون أكثر لحظاتهم حميمية. كانت المراقبة في عالم أوريل مصدرَ قلق ولكننا نتقبلها عن طيب خاطر، فلو كانت كاميرات المحمول مقصورة على رجال الشرطة لأزعجنا هذا، أما إذا أُتيح للجميع التلصص على إخوانه فلا بأس، فكل إنسان مُرَاقِب ومُرَاقَب!
لم تكن “فتاة براز الجرو” -التي سمحت لكلبها أن يقضي حاجته في محطة المترو- تتوقع أن يصورها أحدهم وتنتشر قصة استهتارها عالميًّا، ولم يكن الشخص الذي صوّر رواية “هاري بوتر ومقدسات الموت” قبل نشرها يظن أن مجرد نشر صور إلكترونية سوف يدل عليه، فالكاميرا الرقمية تختلف عن التقليدية في أنها تسجل إعداداتها وتاريخ وساعة التقاط الصورة وماركة الكاميرا ورقمها التسلسلي. ودفع رون للشركة التي استأجر منها سيارة مبلغ ١٤٠٠ دولار بدلًا من ١٥٠ لأنه غَفَل عن شرط عدم تخطي حدود الولاية وكانت السيارة مزودة بنظام تحديد الموقع.
في المزارع الحديثة تستخدم رقاقات في أجسام البقر لمعرفة مقدار ما تدره من حليب، وكذلك للعثور على الحيوانات الضائعة، ويمكن من خلال رمز “الباركود” معرفة مكان حذائك الضائع، وكل هذه الأشياء ليست في العادة للتجسس، بل لزيادة الربح وتحسين الخدمة. ولكن هل يجب أن تصير مجرمًا لتقلق من المراقبة الإلكترونية الدائمة؟
الفكرة من كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
قبل زمن يسير، كان الوصول إلى معلومة واحدة قد يتطلب قضاء ساعات بين الكتب، أو سؤال عديدٍ من الأشخاص. واليوم، يمكن بضغطة زِر الحصولُ على آلاف المعلومات دون أي تكاليف، ولا شك أن الانفجار الرقمي أحدَثَ تغيّرات هائلة في العالم، وجَعلَ حياتنا أيسر، ولكن تمخضت -في المقابل- مشكلات عويصة لانتشار البيانات وإتاحتها للجميع. فمَن الصيَّاد الذي يوجّه شبكة الإنترنت؟ ومن الأسماك التي تقع في فخاخها تحت تأثير بريق المعلومات المتاحة بالمجان؟! ربما تجد الإجابة في هذا الكتاب وربما يزيدها تعقيدًا، لكنك ستندهش من الوصف الرائع لمظاهر الانفجار الرقمي، الإيجابية منها والسلبية، التي لن تتمكن من الحكم عليها بالإيجاب أو السلب.
مؤلف كتاب الطوفان الرقمي: كيف يؤثر على حياتنا وحريتنا وسعادتنا
– هال أبلسون: أستاذ العلوم وهندسة الكمبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وزميل جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. أسهم في قيادة مبادرات مبتكَرة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل مبادرة «OpenCourseWare» في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما شارك في تأسيس منظمة المشاع الإبداعي وجمعية المعرفة العامة.
من مؤلفاته:
App Inventor: create your own android apps.
– هاري لويس : العميد السابق لجامعة هارفارد، وزميل مركز بيركمان للإنترنت والمجتمع، ويشغل كرسي أستاذية جوردون مكاي لعلوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد.
من مؤلفاته:
Excellence without a soul: Does liberal education have a future?
– كين ليدين : رئيس مجلس إدارة مؤسسة “نيفو تكنولوجيز” والرئيس التنفيذي لها، كما كان عضوًا في مجالس إدارة العديد من شركات التكنولوجيا.
– المترجم أشرف عامر: ألف “أسرار عالم الترجمة”، وترجم كتبًا منها: “الكوارث العالمية.. مقدمة قصيرة جدًا”.