الأحلام
الأحلام
تعدُّ الأحلام هي الطريق المُعبَّد إلى خبايا ومكنونات اللاشعور، ويحسب لفرويد -رائد مدرسة التحليل النفسي- لفت الأنظار إليها وبحث وظيفتها النفسية، فلطالما كانت الأحلام موضع جدل كبير وتحوي الكثير من الغموض، إلى أن تم وضعها داخل بوتقة البحث العلمي من قِبل علماء النفس فتمت ملاحظة بعض أوجه الشبه بين بعض الاضطرابات النفسية وبين ما صاحبها من أحلام.
كما أن الأحلام تعدُّ ميدانًا للنزعات المكبوتة التي تتلمَّس غفلة الرقيب في أثناء النوم لتظهر بصورة رمزية مشوهةً نوعًا ما في ساحة الأحلام التي تعمل بما يشبه كيس الملاكمة في امتصاص الصدمات اللاشعورية الناتجة عن النزعات المكبوتة، فهي وسيلة للتنفيس بتحويل الصدمات المكبوتة إلى صور يتحملها النائم، وقد لا تنجح تلك المهمة فيحدث الفزع من النوم!
ويتعامل قانون الأحلام بصورة أساسية مع الدوافع الإنسانية كأصل السلوك الإنساني، أكثر من الصور والمشاهدات، وهذا ما يجعلها تعتمد على الرمزية على نحو كبير، كما أنها قد تستخدم العديد من الحيل اللاشعورية مجتمعة في حلم واحد، وتمزج بصورة درامية بين الزمان والمكان، والشعور واللاشعور في بوتقة واحدة، كما أنها تعتمد بصورة أساسية على الطبائع الشخصية، حيث تختلف المعلومات المستقاة من نفس الحلم لشخصين مختلفين.
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.