الأثر الدوائي
الأثر الدوائي
تكمن الطريقة الصحيحة لعلاج الروماتيزم في رفع مقاومة الجسم المناعية وتحسين وظائف الأعضاء، لكن يرى الكاتب أن جميع الأدوية الكيميائية لا تعالج المشكلة من جذورها، فهي مجرد مسكنات تخفف أعراضًا ظاهرية للمرض، بل زد على ذلك مضارها أكثر من منافعها، وبمرور الزمن تؤثر بالسلب في حالة المفاصل بدلًا من معالجتها، ثم تتسبب في خفض مناعة الجسم الطبيعية وتضعف قدرته على الالتئام والمقاومة، وأغلب الأدوية المستخدمة في علاج الروماتيزم تشمل: الأسبرين والكورتيزون والعقاقير المضادة للالتهاب الخالية من الكورتيزون، وسنتحدث في عجالة سريعة عن الأكثر تداولًا.
الأسبرين إنه مسكن الألم الأشهر والأرخص، للحد الذي جعل الشعب الأمريكي يستهلك منه ما يربو على الخمسة عشر رطلًا يوميًّا وفقًا لإحدى الإحصائيات الأمريكية، وذلك لأن صرفه لا يحتاج إلى وصفة طبية، فضلًا عن انتشار أسمائه التجارية مثل: الريفو والأسبوسيد، ومع هذا الانتشار في استخدامه إلا أن الناس قد أغفلوا مضاره رغم وصف المراجع الطبية له بـ”مضاد الفيتامينات”، كما يضعف من جهاز المناعة، فاستخدام جرعات بسيطة قد يؤدي إلى ضعف عضلة القلب واضطراب النبض وتورم الأغشية المخاطية أو حدوث الزلال (خروج البروتينات مع البول)، أما استخدامه بجرعات كبيرة أو لفترات طويلة فينتج عنه قرحة المعدة أو نزيف دموي أو خلل في الجهاز العصبي كالتوتر والهذيان، أو أضرار بالغة في الكبد والمخ والكلى.
أما الكورتيزون الدواء المخيف فهو في الأصل هرمون ينتجه الجسم من غدته الكظرية، أما المصنع خارجيًّا كمستحضر دوائي فيأخذ أسماء تجارية مثل: هوستاكورتيزوم وكيناكورت، وعادة ما يوصف الكورتيزون بالمعجزة، فمتلقيه يستطيع الحركة طبيعيًّا ويختفي ألمه تمامًا كأنه لم يمرض قط، لكنه في الحقيقة الاختيار الأسوأ لهذا المريض!
يقول الدكتور لارس إيريك آيسن: “من المستحيل أن يستعيد الجسم مناعته الأصلية وقدرته على مقاومة المرض إذا داوم على استخدام الكورتيزون لفترة طويلة”، ومن آثاره لين العظام والكسور المفاجئة وارتفاع ضغط الدم بصورة مرضية، وقرح المعدة وفرط نمو الشعر لدى النساء، وظهور حب الشباب حتى لدى المسنين، ولا ننسى تلف الأعصاب وحدوث الاضطرابات النفسية.
الفكرة من كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
يسلك الطب الكلاسيكي منهاجًا يقوم على العقار الكيميائي والمشرط الجراحي، لكنه لم يفلح في مداواة كثير من أمراض العصر، مما استدعى ظهور مدرسة طبية حديثة تعتنق مسلكًا مختلفًا كل الاختلاف عن نظيرها الحالي أطلق عليها: مدرسة الطب البيولوجي أو الحيوي، حيث تنظر إلى الأمراض على أنها من صنع الإنسان؛ نتيجة عاداته الخاطئة وسلوكياته المدمرة للطبيعة السليمة، لذا فإن عملية التشفي تعتمد بصورة أساسية على عودة الأشياء إلى حالتها الطبيعية بطرق خالية من التدخل الصناعي، وفي ذلك ما قاله الطبيب اليوناني أبقراط: “ليكن غذاؤك دواءك، وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه، فهي أجلب لشفائه”.
وفي هذا الكتاب جاء المؤلف يستعرض مذهبه المستحدث في أوروبا كونه طبيبًا بشريًّا ومختصًّا في الطب الحيوي معًا، لذا فهو من خيرة المتحدثين بلغة العلم، مقدمًا بذلك بارقة أمل للذين أشقاهم مرض الروماتيزم دون جدوى من العلاج.
مؤلف كتاب عزيزي مريض الروماتيزم.. هذا هو الطريق إلى الشفاء!
د. أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، ومختص في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها: “دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية”، و”الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر”، و”هل تعاني من ألم الظهر؟”، و”خطر يهدد صحتنا اسمه: ارتفاع الكوليسترول”.