الآلة ضد الإنسان أم معه؟
الآلة ضد الإنسان أم معه؟
تستطيع الآن، بوصفك زبونًا، أن تقارن بين مئات المنتجات والخِدْمات وأنت جالس في منزلك باستخدام الإنترنت وتختار الأنسب، كذلك أن تتواصل مع العلامات التجارية وتبدي رأيك في منتجها وعملها، وتتفاعل مع طريقتها في تقديم نفسها، فحسب مراحل تجربة الزبون الشهيرة التي تبدأ بالوعي بالعلامة وما تقدمه، ثم الانجذاب إلى المعروض والاستفسار والبحث عنه، إلى قرار الشراء وأخيرًا إلى الترويج لتلك العلامة التجارية على أنها مصدر ثقة، كل تلك المراحل تحدث بين الزبون وإنسان آخر، ولكننا نتجه نحو رحلة زبون هجينة بين الإنسان والآلة.
ما نقصده بالآلة هو الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة وإنترنت الأشياء وتعلم الآلة، فسنعقد مقارنة بسيطة بين الآلة والإنسان لتوضيح مهام كل منهما وصفاته، الإنسان يفكر بينما الآلة لديها ذكاء اصطناعي يفهم البيانات بالتحليل والتصنيف، حواس الإنسان التي يشعر من خلالها تقابلها تقنيات استشعار تتعرف على الصور والفيديوهات، تقابل حركة الإنسان حركة الروبوتات، ويتواصل البشر مترابطين بعضهم مع بعض، بينما إنترنت الأشياء يمثل شبكة تربط بين الأجهزة، وأخيرًا بينما يحلُم الإنسان ويتخيل فإننا نتجه نحو تطبيقات أكثر انتشارًا للواقع المدمج بين الافتراضي والمعزز.
ولهذا تتولى الآلة جزءًا محددًا من مراحل رحلة الزبون، خصوصًا تلك التي ترتبط بالبيانات الكثيرة لأنها تحتاج إلى قدرات تحليلية عالية وهذا ما يناسب الآلة، بالإضافة إلى المهام التَّكرارية المملة، كما تمكننا من استهداف شرائح معينة من الجمهور حسب خصائصهم، والتواصل السريع الفعال مع الزبائن بتقنية البوت، ليتفرغ العنصر البشري للتعامل مع الزبون في المراحل المتقدمة من التسويق، التي تتطلب إدراكًا وتعاطفًا مثل الإقناع أو التفاوض.
الفكرة من كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
لم يعد التسويق يقتصر على المنتج أو الزبون ويهدف إلى بيع مباشر فقط، فقد مكّنت التكنولوجيا الحديثةُ، كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها، الشركاتِ من إحاطة الزبون بعالم مصمم خصيصى لكي يجرب المنتج أو الخدمة، ولا تنتهي العَلاقة بين الزبون والعلامة التجارية بمجرد إتمام عملية البيع، بل تدخل طورًا آخر من التسويق.
فلكي نتعلم كيفية مواكبة المفاهيم التسويقية الجديدة واستخدام أدواتها، يجب أن نفهم التغيير الجِذري الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم التسويق، ونعرف التحديات الجديدة التي تواجه التسويق في ظل اختلاف شرائح الجمهور المستهدف وتباينها، ونلقي نظرة مستقبلية على عالم تتوغل فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم.
مؤلف كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
فيليب كوتلر: عرّاب التسويق الحديث الذي ولد في عام 1937م في شيكاغو، حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو والدكتوراه من جامعة MIT وكلاهما في الاقتصاد، كما أنه بروفيسور للتسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث ويسترن، وأيضًا مستشار لعديد من الشركات الكبرى مثل جِنرال إليكترك، ومن أهم كتبه:
كوتلر يتحدث عن التسويق.
التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي.
هيرماوان كارتاجايا: أحد أهم القادة المؤثرين في مفاهيم التسويق الحديث، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة ماركبلس إنك،حصل على عديد من الجوائز منها جائزة القيادة العالمية من رابطة الأعمال بجامعة نبراسكا لينكولن، ويعمل حاليًّا رئيسًا لمجلس آسيا للمشاريع الصغيرة.
إيوان سيتياوان: كاتب ومحاضر شهير، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلوغ بجامعة نورث ويسترن، بجانب بكالوريوس الهندسة من جامعة إندونيسيا، كما أنه المدير التنفيذي في شركة ماركبلس إنك بجانب رئاسته لتحرير مجلة ماركتيرز.