الآلات النافعة
الآلات النافعة
بعد أن اتفقنا على وجود مشكلة، فهل لها حل؟
بالتأكيد لها حل، ويكون ذلك من خلال بناء آلات نافعة، بحيث تحقق أفعالًا تتوافق مع أهدافنا نحن وليس أهدافها، والسؤال هنا: كيف سنبني آلات نافعة غير ضارة وتحقق معادلة الذكاء تلك؟
لتصميم آلة نافعة يجب أن نأخذ في الاعتبار ثلاثة أهداف: الأول أن يكون الهدف الوحيد للآلة هو التحقيق الأمثل للتفضيلات البشرية، والهدف الثاني أن تكون غير مُتَيقِّنة من ماهية تلك التفضيلات، والهدف الثالث أن يكون أساس تلك التفضيلات هو السلوك البشري.
ومع هذه الأهداف، ستكون الآلة غيرية، بمعنى أنها لن تعطي قيمة لمصلحتها ووجودها وستخضع للإنسان، كما ستكون غير متيقنة وستسمح بإيقاف تشغيلها، وسترتبط بالإنسان بشكل كبير، فهو مصدرها الوحيد للمعلومات، مما يسمح بتجنب الأخطاء،وسيساعد ذلك الآلة على التعلم من سلوك الإنسان وتكون أكثر نفعًا له.
يوجد تفاؤل كبير في ما يخص تصميم الآلات النافعة غير الضارة، وستكون تلك الآلات الآمنة مطلوبة بنسبة أكبر، وستمتلك بيانات ضخمة لسلوك الإنسان يمكن أن تتعلم منها تفضيلاته وتتكيف معه، لكن هناك ما يجب الحذر منه، وهو وجود تنافس وسباق بين الشركات والدول على كسب المركز الأول في مجال الذكاء الاصطناعي الخارق، وما يهم الجميع هو كسب السباق، ما سيؤدي إلى عدم مراعاة للمخاطر والأمان، وظهور هذا الذكاء المتفوق دون وجود تحكم فيه، سيكون وبالًا على الجميع، ولن يجني أحد من ورائه شيئًا.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.