الآفاق المحلية والعالمية للتجربة
الآفاق المحلية والعالمية للتجربة
رغم التوقعات المتشائمة التي صاحبت فكرة البنك ومحاولة إخراجها على أرض الواقع، فقد فاقت كل التوقعات وسجلت نجاحًا باهرًا فاق غيرها من البنوك التقليدية الأخرى، وربما ساعدها على ذلك توافر البيئة الخصبة التي مثلت حجر الزاوية في تشييد هذا الصرح من النجاح المطرد، كما نجحت عن جدارة بتحويل العقبات التي واجهتها إلى عوامل قوة اعتمدت عليها، فرغم أن بنجلاديش كانت ضمن البلاد الأكثر فقرًا في العالم؛ فإن التجربة المصرفية لبنك الفقراء لم تنظر إليهم على أنهم جزء من المشكلة باعتبارهم قنابل موقوتة، بل نظرت إلى دوافعهم الحقيقية في العمل واستثمرتها ليكونوا بذلك شركاء حقيقيين في صناعة الحل.
وكشأن أي تجربة ناجحة في نموِّها المطرد كسرت تجربة بنك الفقراء جدار قوقعتها وتحوَّل الأمر على المستوى المحلي من مجرد بنك إلى مجموعة مؤسسات بلغت اثنتي عشرة مؤسسة في مجالات تنموية مختلفة، منها على سبيل المثال: مؤسسة جرامين كريشي التي ركزت على تنمية القطاع الزراعي بصورة كبيرة وعملت على إدخال العامل التكنولوجي في الزراعة واستصلاح الأراضي وتوفير بذور أكثر مقاومة للأمراض، إضافةً إلى زيادة إنتاجية الوحدة الزراعية، وهناك أيضًا مؤسسة جرامين أدوج التي تخصَّصت بدورها في دعم صناعات المنسوجات اليدوية، ومؤسسة جرامين موتشو المختصة بتنمية قطاع الصيد والمزارع السمكية.
ونتيجةً لمعدل النجاحات المطرد على المستوى المحلي، كسر بنك جرامين “بنك الفقراء” طوق المحلية إلى العالمية، حيث تلقَّفتها العشرات من الدول الأخرى حول العالم، وقد أسَّس البنك عددًا من البرامج والفعاليات التي تساعد على نشر تجربته عالميًّا، منها برنامج بنك جرامين للتكرار وهو برنامج ذو طابع عالمي يدعم مشاريع تكرار تجربة البنك، وهناك ورش العمل والتدريب حيث يعمل البنك على صقل مواهب المتدربين وتنمية مهاراتهم في عدد من الموضوعات كالإدراة المالية والمتابعة والتقييم.
الفكرة من كتاب تجربة بنك الفقراء
لطالما كان الفقر هو الهاجس الأول عند الشعوب لا سيما مع ارتباطه الوثيق بانتشار الجهل والأمية والبطالة وزيادة معدلات الجريمة والتفكُّك الأسري وغير ذلك من الأمراض الاجتماعية، من هنا كانت أهمية تجربة بنك جرامين “بنك الفقراء”، حيث كانت مصدر إلهام لكثير من الدول في مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة.
مؤلف كتاب تجربة بنك الفقراء
مجدي على سعيد: كاتب وطبيب مصري، وُلد عام 1961، بالقاهرة، حصل على بكالوريوس الطب من كلية طب قصر العيني عام 1986، ودبلوم الدراسات الأفريقية من قسم الأنثروبولوجيا، معهد الدراسات الأفريقية عام 1996، عمل بمجالات عديدة شملت الصحافة النقابية والإغاثة والبحوث الاجتماعية والتنمية والبيئة.
له ثلاثة كتب: “الانتخابات الطلابية في الجامعات المصرية في العام الجامعي 1988/1989″، و”ألبانيا بين الآمال والمخاطر”، و”تجربة بنك الفقراء”.