الآثار المترتبة على الطلاق
الآثار المترتبة على الطلاق
بما أن الرجل يُعد أكثر تقديرًا للأمور، وأكثر حكمة في اتخاذ القرارات، فقد جُعِل الطلاق في يده، لأنه بطبيعته متأنٍّ بعيد عن الطيش، ومن زاوية أخرى فلأنه أيضًا قد دفع المهر وتحمل النفقة، وهذا مما يجعله أكثر مسؤولية تجاه القرار، فالمرأة عاطفيّة وقد تأخذ قرارات انفعالية لأسباب بسيطة، كما أنها لا تتضرر ماليًّا بالطلاق.
وألفاظ الطلاق إما صريحة، كقول الرجل: “أنتِ طالق”، وهذا النوع يقع مباشرة، أو قد يكون اللفظ كناية، كقول الرجل: “اخرجي”، و”انطلقي”، بيد أن ألفاظ الكناية يُشترط فيها النيّة القاصدة للطلاق. وتترتب على الطلاق آثار اجتماعيّة ونفسيّة واقتصاديّة، ناهيك بما يترتب من آثار في الأطفال والمجتمع كافّة، فالآثار النفسية ينتج عنها الانفعال والاكتئاب، والقلق والفراغ، ولوم الذات، والإحباط والانهزاميّة، بل من الممكن أن تحدث للشخص اضطرابات جسديّة أيضًا من شدة شعوره بالتعاسة والحزن والظلم! ورُبما هذا ما نلاحظه على المرأة المُطلقة التي تقع تحت حكم المجتمع وتبقى أسيرة لمشاعر الخوف والاضطهاد واللوم، ناهيك بأنها في الأساس تشعر بالذنب تجاه أطفالها،
وكل هذا يجعلها فاقدة للثقة بنفسها ومهزومة ومضطربة في النفس والجسد، أما عن الآثار الاجتماعية فتتمثل في النظرة السلبية للمجتمع وبُعد الناس عن المطلقين كأن بهم عاهة! كما أن الرجال المطلقين قد يتعرضون للوحدة الشديدة وبخاصّة مع بُعد الأبناء، وأما عن الآثار الاقتصادية فتتمثل في أعباء ماليّة من تأمين مسكن ودفع فواتير ونفقات متنوعة، كما يظهر عند الطرفين بالمجمل شعور بعدم الرضا والإحباط، وصراعات تخصّ رعاية الأبناء.
أمّا الأطفال فالآثار الواقعة عليهم وخيمة أيضًا، ومن الممكن أن يضطربوا نفسيًّا بسبب موضوع الطلاق، وهم يتفاوتون في تقبّل الصدمة، فمنهم من يتجاوز ذلك مع الوقت وينجح ويثابر في الحياة، ومنهم من يبقى مكانه خائفًا منهزمًا متوترًا من الخروج إلى المجتمع، وهنا يأتي دور الوالدين في احتوائه حتى لا يشعر أن الدنيا تغيرت عليه، وقد يحتاج الوالدان إلى معالجة سلوك الطفل إذا بدأ في تصرفات غير لائقة، ويلاحظ على هؤلاء الأطفال أيضًا الهم والقلق والعنف والانسحاب من المجتمع، بل وقد يحصل تأخر دراسيّ حيال هذا القرار، وفشل ملحوظ في بعض جوانب الحياة، وهذا كلّه يحدث لأن الأسرة هي المنبع الأول للنمو العقلي والنّفسي، وهي المصدر الذي يستمد الأبناء منه احتياجاتهم العاطفيّة.
الفكرة من كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
إنّ موضوع الأسرة موضوع مهمّ جدًّا، فهي اللبنة الأساسيّة في حياة الناس، وصلاح المجتمع عمومًا من صلاح الأسرة خصوصًا، بيد أن أية أسرة بطبيعة الحال تكون مُعرَّضة لموجات من الضعف وعدم الاستقرار، بل إن في عصرنا الحالي كثيرًا ما تتأثر الأُسر بالمشكلات وتقلّ أسباب تماسكها مع تسارع الزمن، وهذا مما يجعل معدلات الطلاق في ازدياد يومًا بعد يوم، وعامًا بعد عام، لذا كان من الجدير نشر التوعية بِما يخص الطلاق وأسباب انتشاره والآثار المترتبة عليه.
مؤلف كتاب الانفصال العاطفي.. أسبابه وعلاجه
محمد محروس: كاتب مصريّ الجنسيّة، يمتهن الصيدلة وهو متخصص في النوع الإكلينيكي منها، وهو صاحب رواية هردبيس.