الآباء والأبناء
الآباء والأبناء
تعتبر من أقوى علاقات المحبة والألفة، تلك العلاقة التي تجمع بين الأب وابنه، ولكن بطبيعة الحياة لا شيء يبقى على صورته المثالية دائمًا، فقد يتمرد الابن على أبيه أو عائلته أو يختار أن يبتعد عنهم قاطعًا بذلك كل سُبل التواصل بينهم بشكلٍ تامٍّ دون سبب، فيعاني الأبوان من نظرة الناس إليهما التي تنبئهما بشكلٍ غير مباشر بسوء تربيتهما أو ارتكباهما ذنبًا يعاقبهما الله عليه بفعلة ابنهما، ويجدان أحيانًا من يقدمون نصائح مثل “اطردوه من المنزل”، أو من يقارن تجربتهما بتجربةٍ أخرى لأبناءٍ متمردين على آبائهم، أو من يستحلون سيرتهما ويفشون أسرارهما لمجرد التسلية، فذلك كله من شأنه أن يصيب الأسرة بألمٍ شديدٍ بالإضافة إلى ألم ابتعاد الابن، فمن الأدب والذوق إذا أردنا أن نقدم الدعم إلى الأبوين أن نشعرهما بتقديرنا للوقت الصعب الذي يمران به، وأن نُعلمهما بأننا نذكرهما دائمًا في دعائنا، وأن نشجعهما على محاولاتهما تجاه التواصل مع أبنائهما مهما حصل، كما أنه من الجيد أن نريهما أن الحياة مستمرةٌ داخل الأسرة، وأن عليهما ألا يحكما على جميع أيامهما القادمة بالسوء لمجرد تأزم علاقةٍ واحدة بها، إلى أن يشاء الله وتستقر أمورهما.
وعلى ذكر علاقة الآباء بأبنائهم، فتبدو من الأمور الصعبة التي قد يواجهها الأبناء تجاه آبائهم، رعايتهم في الكِبَر، فهذه الرعاية تضع على عاتق الابن مسؤوليةً إضافيةً يكون من الجيد أن نمد إليه يد المساعدة والعون فيها كي يستطيع أن يؤدي مهامه بشكلٍ أكثر راحة له، وأن نشعره بتقديرنا لما يواجه من صعوبات أيضًا، ولا بأس أبدًا بتقديم المساعدات المعنوية إليه، مثل زيارته، أو أداء مهمات يصعب عليه أداؤها وحده.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.