اكتشف نفسك
اكتشف نفسك
هل يمكن لجسدك أن يفضح انفعالاتك الداخلية؟
الإجابة هي: نعم، بكل تأكيد، ففي الحديث بينك وبين الطرف الآخر يعمل الكلام على توصيل 7% فقط من الرسالة، بينما يعبر جسدك عن باقي محتويات الرسالة، فيمكن أن تصل إلى الشخص الآخر رسالتان متضادتان منك، كأن تقول إنك “مطمئن” ولكن يدك ترتعش. هناك العديد من الأمراض الجسدية التي يكون سببها مرضًا نفسيًّا ويسمى هذا النوع بالأمراض النفس جسدية، والتي يقوم فيها الجسم بالتعبير عن الانفعالات النفسية بأمراض مثل القولون العصبي، ومشكلات في الهضم، وصعوبة في التنفس، وصداع غير مبرر، ويمكن أن يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، فمن المهم أن تستمع إلى جسدك، وتفهم ما يحاول أن يقوله لك وتستوعب احتياجاته.
كذلك من الأمور الأخرى التي تساعدنا على اكتشاف أنفسنا، فهم تكويننا النفسي، فبداخل كل منا (ذكرًا كان أو أنثى) صفات ذكورية تعبر عن “الفعل” وتتمثل في الشجاعة والمثابرة والإصرار والعزيمة، وصفات أنثوية تعبر عن “الوجود” وتتمثل في الحنان والمودة والرقة والعطاء، وهذا هو الطبيعي والفطري والصحي، فلا يمكن أن يقوم الإنسان بأي “فعل” يحتاج إلى طاقة، دون أن يدرك أولًا معنى وجوده في الحياة، ولكن في مرحلة ما من مراحل العمر يتم تشويه إحدى هذه الصفات واختزالها، فيتم استبدال ذكورة مزيفة بالذكورة الحقيقية بالقسوة والخشونة والصوت العالي، واستبدال أنوثة مزيفة بالأنوثة الحقيقية بالخلاعة والإغواء وتصنع الرقة، وسبب هذا التشويه يرجع إلى عوامل اجتماعية وتربوية وفي بعض الأحيان دينية، عندما يساء فهم الدين بالشكل الصحيح.
استيعاب هذا سيساعدك على اكتشاف أشياء جديدة في نفسك، وتفسير كثير من المشاعر والأحاسيس التي كنت تظن سابقًا أنها غريبة وغير طبيعية.
الفكرة من كتاب علاقات خطرة
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، فهو في حاجة دائمة إلى التواصل وتكوين علاقات مختلفة مع أفراد المجتمع، يمكن أن تكون هذه العلاقات أحد أهم الأسباب للسعادة والراحة النفسية والجسدية، ويمكن أن تكون سببًا في الذبول الروحي والشيخوخة المبكرة.
إذًا، يعتبر تكوين العلاقات الإنسانية العملية الأخطر والأصعب على الإطلاق، لأنها قد تحلق بنا في أعالي السماء، أو تهبط بنا إلى الأرض، لذا، من المهم أن نتعرف أشكال العلاقات المؤذية التي تشوهنا، لكي نتجنبها، ونسعى للبحث عن العلاقات الصحية التي ستسمو بأرواحنا، وتُعيننا على تقبل مشقات الحياة.
ولكن، قبل أن نتعرف على أنواع العلاقات وأشكالها، يأخذنا الكاتب في جولة في أعماق النفس البشرية، لنكتشف أن أول علاقة يكونها الإنسان في حياته هي علاقته بنفسه وبجسده، وبفهمنا لطبيعتنا النفسية يتحقق فهمنا لطبيعة مشاعرنا تجاه الآخرين، وكيف أن الاضطراب في هذه المشاعر قد يؤدي إلى نكوصنا في تاريخنا النفسي إلى الخلف، بحثًا عن لحظات الأمان والحب.
لندرك بعد ذلك أن الشفاء يكمن في تقبل النفس بضعفها واحتياجاتها، وفي شجاعة الخروج من الصناديق التي سُجنت فيها عقولنا من قبل المجتمع والعُرف والعادات والتقاليد، لنكون أنفسنا التي نريد وليست التي أُجبرنا على أن نكونها، ونترك أثرنا، وعندها فقط سنتمكن من العثور على العلاقة الصحية التي هي إكسير الحياة.
مؤلف كتاب علاقات خطرة
محمد طه: هو كاتب واستشاري طب نفسي مصري، نشأ في مغاغة بمحافظة المنيا، تخرج في كلية طب المنيا تخصص الطب النفسي، ثم حصل على الدكتوراه من إنجلترا في تخصص الطب النفسي.
عمل على تحضير ورقة بحثية في تحليل المجتمع المصري من خلال الشعارات المكتوبة على الميكروباصات والتكاتك، ونُشر أول كتاب له عام 2016 تحت عنوان “الخروج عن النص”، ونُشرت له لاحقًا ثلاثة مؤلفات أخرى وهي: “علاقات خطرة” و”لأ بطعم الفلامنكو” و”ذكر شرقي منقرض”.