اكتشفت عيوبًا بعد الزواج، فما العمل؟
اكتشفت عيوبًا بعد الزواج، فما العمل؟
وبعد الزواج حينما تظهر عيوب كل طرف للطرف الآخر، فلا بد من التعامل بهدوء مع الوضع، فليست المشكلة في اكتشاف العيوب ولكن أن تكون صفات ادَّعى صاحبها أنه يملكها وهو على غير ذلك، فالأصل في الحياة الزوجية هو الصبر على العيوب وتكرار محاولات الإصلاح، فالعيوب الهيِّنة أو التي يُمكن استمرار الحياة معها؛ يجب أن نشكر الله عليها لأنها لم تكن صادمة أو حائلة دون استمرار الزواج، والأصل أيضًا أن يجتهد كل طرف في التضحية والتغافل وإصلاح نفسه لأجل استمرار الزواج والحفاظ على السعادة الزوجية.
وظهور العيوب يقتضي التغافل، لا أن تُرى تحت مجهر، ويقول أحمد بن حنبل: “تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل”، وعلى الصعيد الآخر يجب أن يتجنَّب الزوجان كثرة العتاب، فأحيانًا يجب أن نتغابى في التعامل لأجل استمرار العلاقة ومن ثم بقاء الود، وكذلك يجب ألا يعمينا ظهور العيوب عن النظر في المحاسن، وإنما الحل يبدأ بالمصارحة وخلق حوار صادق مع النفس أولًا ثم مع الطرف الآخر، وعلى كلٍّ فإن التعامل مع العيوب يختلف بدرجاتها، فبعضها يحتاج إلى النسيان، أو الإصلاح أو الرفق أو الحزم.
وبشكل عام فعلى الزوجة ألا تتوانى في تقويم زوجها إن بدا لها منه ما لا تقبل، فإن وجدته ضعيفًا أمام تحمل المسؤوليات، فعليها بالصبر أولًا، ومن ثم محاولة صياغة إنسان جديد منه، وذلك بأن تشعره أن ما يقدِّمه من خدمات لا يستطيع أحد غيره القيام بها، وعليها أيضًا أن تُشرِكه في المشكلات من البداية ليعتاد ذلك ويجد نفسه مجبرًا لحلها، ويجب أن تفعل هذا بوعي، بأن تبدأ بالمسؤوليات البسيطة التي تعزِّز شعور الثقة بالنفس لديه.
يقرِّر عمر بن الخطاب أن البيوت لا تُبنى على الحب، وإنما على التذمُّم، أي الخوف من هدم البيت وتشرُّد الأطفال، وتُبنى أيضًا على الرعاية والتراحم في كل الأمور، فأصل الزواج في الإسلام هو العشرة الحسنة والمعاملة الطيبة، ويذكر الكاتب حكمة مهمة من رواية “قواعد العشق الأربعين”، بأن قائمة الأولويات في الزواج لا تتصدَّرها العاطفة، وإنما التفاهم والمودة والرحمة، وأن أهم سلوك بين أي زوجين هو الصفح، أما الحب فهو أمر ثانوي بجانب ما سبق.
الفكرة من كتاب آفات في بيت الزوجية
من أسمى الرسالات التي قد يحملها إنسان؛ رسالة بناء أسرة مسلمة ناجحة، وهذه الرسالة تقتضي الكثير من الوعي والجهد والتنازل المعقول من أجل تحقيقها وذلك من قِبل الشريكين، وهذا الكتاب بمثابة الناصح الأمين الذي يوجِّه الزوجين إلى طريق بناء أسرة ناجحة، حيث يقدِّم فيه الكاتب مجموعة وفيرة من النصائح وخُلاصات التجارب وفنون التعامل بين الزوجين، تهدف إلى إثراء وعي القارئ وتعزيز رغبته في نجاح الحياة الزوجية وسعادتها.
مؤلف كتاب آفات في بيت الزوجية
حاتم إبراهيم سلامة: كاتب صحفي، تخرج في كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر الشريف عام 1978، له العديد من المقالات الإلكترونية والكتب المنشورة، ومنها: “كوني أمًّا عظيمة”، و”صامدون في وجه الإحباط”، و”للحقيقة وجوه كثيرة”، وغيرها من المؤلفات.