اقرأ
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، أول آيةٍ نزلت من كتاب الله، فهل نتبعها اليوم حقًّا؟ القراءة باسم الله تحمل معاني كثيرة واسعة، منها استحضار مراقبة الله لنا؛ وقراءتنا حذرين من الطغيان، الطغيان في الفهم، والقراءة بلا علم ضلال، والقراءة التي تُسيِّرها أهواؤنا أو أهواء آخرين هي قراءة أمية! قراءة لا تتعدى (فكَّ الخط)، لا نعقِل فيها ما نقرأ، والقراءة ليست قراءة النصوص وحسب، بل هناك قراءة للنفس والواقع والتاريخ، القراءة التي انطلق بها جيل الصحابة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وأساليب القراءة كثيرة، منها النافِع ومنها دون ذلك، فهنالك قراءة ذريَّة تفكِّك النص إلى ذرَّات هي عبارات أو كلمات وتعزِل كلًّا منها عن السياق فتلبسها معاني ليست فيها، وضدها النافع قراءةٌ إحاطية شمولية تحسن فهم النص ككل، وهناك قراءةٌ يسميها المؤلف عصافيرية لا مجال فيها لاستحضار المعلومة بعد القراءة أو ربطها بغيرها ومقابلها القراءة التراكمية التي تبني على ما سبق، وهناك قراءة يدعوها المؤلف قراءة غرائزية يقرؤها القارئ لأنه يعرف القراءة دون أن تدخل النصوص برنامجه الذهني تُقابلها القراءة الواعية التي يعرف قارئها كيف ولماذا وماذا يقرأ، وهناك قراءة متحيِّزة تقابلها القراءة الموضوعية التي تحب الحقيقة على مرارتها وتقبل الحق ولو من أبغض الناس، وهنالك أيضًا قراءة متسرِّعة تتخذ موقفًا متعجلًا وتتصيَّد الثغور وضدها المطلوب هو القراءة المتأنية المنصِفة التي تفهم وتستنتج، ولا تمر على الأحرف مرور الكِرام.
القراءة الجيدة الصحيحة هي التي تقدح شرارة التغيير وتحقق مفهوم التوحيد، فأين نحن منها؟
إنَّ بين أيدينا منهج النهضة والحضارة والتقدم، ألا وهو القرآن الكريم، لكنَّ قراءتنا المعطوبة تحرمنا النهل من فوائده، فمتى نُحسن القراءة؟
الفكرة من كتاب رصد الظواهر.. هكذا نحن
هل يعرف المسلم المعاصر نفسَه؟ هل يدرك دورَه في حركة التاريخ؟ هل يملك رؤية واضحة لواقعه؟ لماذا لا نتغير؟ ما الذي يعوق نهضتنا؟ تساؤلات تُثير تساؤلات أخرى، وتبعث في النفسِ شجونًا…
يحدِّثنا الكتاب عن الطريق إلى التغيير، عن القراءة والنقد، وعن الواقع والتاريخ، وعن المحن والسعادة، وغيرها؛ محاوِلًا سطر إجابات لتلك التساؤلات…
مؤلف كتاب رصد الظواهر.. هكذا نحن
إبراهيم أحمد العِسْعِسْ، مفكر إسلامي وداعيةٌ أردني، حاصلٌ على الماجستير في الحديث النبوي الشريف وعلومه، ويدرس الدكتوراه في التخصص ذاته، وهو محاضر سابق بجامعة اليرموك، ومتفرغ حاليًّا للعمل الدعوي والفكري.
له عديد من المقالات والمحاضرات على شبكة الإنترنت، ومن كتبهِ: “الصداقة والأصدقاء”، و”دراسة نقدية في علم مشكِل الحديث”،و” السلف والسلفيون: رؤية من الداخل”، و”الأمة والسلطة باتجاه الوعي والتغيير”.