اقترب من الله
اقترب من الله
إذا كنت من الأشخاص الكثيري الشكوى والتبرم فأنت في الاتجاه الخطأ، وإيمانك وتعلقك بالله في حاجة إلى تجديد، فيجب ألّا تشكو إلى إنسان وتنسى أن ترفع يديك إلى السماء، فكل منا أدرى بمواطن النقص والتقصير في الطاعات بداخله فتقرب من الله أكثر، وعند سداد النقص الذي يطرأ على علاقتك مع الخالق، ستندهش من إقبال الله عليك وتسديده لخطاك. الله يراك الآن وهو أعلم بحالك منك وهو من بيده فتح المخرج للخروج مما أنت عالق به، لذا، ابحث في كل مكان واطرق جميع الأبواب متوكلًا على الله آخذًا بالأسباب لا متعلقًا بها. ولعل التعلق بالأسباب أحد أكثر أمراض هذا العصر شيوعًا، ولا معنى للأخذ بالأسباب ما لم تكن روحك متعلقة بمسبب الأسباب سبحانه وتعالى، ولذا كانت الخطوة الأولى لإصلاح الوضع أيًّا كانت صعوبته هي التسليم المطلق بالاحتياج إلى الله، ونسبة الفضل إليه، وبذلك يتخلص الإنسان من عبودية الأسباب فيكفيه الله كل شيء. استشعر بكل وضوح حقيقة علم الله المطلق وقدرته على تغيير كل شيء، فالدعاء كفيل بتغيير مجرى القدر.
بعد الاستعانة بالله عليك تحديد ملامح الطريق التي تخلصك من أي أزمة تمر بها، ولفعل ذلك عليك معرفة نفسك، إياك أن تقيس حياتك بمقاييس شخص آخر، فمقارنة ظاهرك بباطن الأمور أكبر ظلم يقع على نفسك، لا تسمح لأحد بأن يشعرك بالنقص، فإن كنت تعرف وجهتك فستعرف إلى أي جهة توجه دفة القيادة، واعلم أن التغيير يبدأ من داخلك، فلا تتوقع قدوم أحد ليغير حياتك، واعمل على تغيير ما بداخلك قبل مواجهة العالم الخارجي، فلا تؤجل ألم اليوم إلى الغد، لأن هذا التأجيل يجعل الآلام تتكالب على قلبك في صورة أمراض نفسية كان من الممكن تفاديها. ويساهم في ذلك إدراك الشخص أهمية مواجهة واقعه وعدم الهروب منه، فعندما تتحقق أسوأ مخاوفك لن ترهب شيئًا لأن الحقيقة تُحررنا من خوفنا.
الفكرة من كتاب كُن بخير
هل سبق أن أردت يدًا حانيةً تُربت على كتفك المثقلة بالهموم وتنتشلكَ من الضياع؟! سيكون وقع هذا الكتاب عليك كوقع يد أمٍّ حنون تهدهد طفلها في مهده حتى ينام لتشعِره بالأمان.
يتحدث هذا الكتاب عن التمسك بالأمل، والاعتصام بحبل الله، فهما بمنزلة طوق النجاة لنفسك التائهة، فإذا كنت تعاني ضيق الصدر، وانعدام القدرة على تنظيم أهدافك وسط فوضى الحياة، سيكون هذا الكتاب مُرشدك في أحلك ساعات الظلام. فقط كل ما يلزمك أن تقرأ الكتاب بنفس وأذن صاغيتين، وتتأثر بالكلمات وتجعلها تؤثر فيك حتى تجد ضالتك في نهاية النفق بعد أن يصبح منيرًا ببلوغك المخرج.
فهيا اربط الحزام واستعد أيها القارئ العزيز للانطلاق في رحلة العثور على ذاتك، وفهمها، والمحافظة عليها.
مؤلف كتاب كُن بخير
عائشة العمران: كاتبة ومؤلفة شابة، من أصل عربي بحريني. اهتمت بالكتابة عن تنمية النفس والذات، وعنيت بتعريف الفرد كيفية التعامل مع نفسه وفهمها، وتملك مدونة على الإنترنت تنشر عليها خواطرها الكتابية التي لاقت رواجًا كبيرًا. ويعتبر هذا الكتاب “كن بخير” أول أعمالها الأدبية الكتابية المطبوعة وترجم إلى عدة لغات.
ومن مؤلفاتها:كتاب بعنوان “يوم وليلة” وهو ثاني كتاب من تأليفها.