اقتحام آفاق جديدة
اقتحام آفاق جديدة
لقد أصبح العالم اليوم مختلفًا أشد الاختلاف عن ذي قبل، وعالم الاتصالات اليوم أبعد ما يكون عن البساطة والثبات، فما حدث من تطورات تكنولوجية متسارعة في عالم الاتصالات، خلال آخر 25 سنة لا يمكن وصفه إلا بـ”ثورة التكنولوجيا” التي بدأت بطموحات كبيرة ووصلت الآن إلى مرحلة أفضل بكثير، فثورة الاتصالات أضحت واقعًا لا مفرَّ منه وهي بلا شك عنوان القرن الحالي، وبالتوازي مع استكشاف الشركات الكبرى جيلًا جديدًا من الخدمات التفاعلية، تتكاثر الأسئلة حول تلك الثورة واتجاهاتها للتأثير في حياتنا وتطلُّعاتنا.
ومع كل تلك التطورات هل بات الأمر يحتاج إلى هيئة تنظيمية لمراقبة الدقائق التكنولوجية المعقَّدة سريعة التغيير؟ أم أن ذلك يتعارض مع طبيعة الأسواق والتكنولوجيات التي تتغيَّر لحظة بلحظة، والتي تمتاز بدرجة فائقة من التنافسية والمرونة؟ فالبيئة التكنولوجية اليوم أعقد من أن تحيط بها هيئة رقابية أو أي منظم ما، لا سيما إن كان المنظم لا يعرف الكيفية التي تدور بها الحافلة، فمن غير المنطقي أن نعهد إليه بقيادتها، كما أن التنظيم من شأنه أن يبطئ عملية التطور ويسجن المارد التكنولوجي في قمقمه، ولذلك فالأسواق الحرة هي البيئة الأكثر مناسبة للثورة التكنولوجية القائمة اليوم.
واستنادًا إلى هذا الواقع أصبحت التقنيات الذكية محور التواصل للحياة المعاصرة اليوم، كما فرض واقعًا جديدًا في حياتنا اليومية، ليس على الجانب الاجتماعي فقط بل حتى على المحور الاقتصادي، فباتت المعلوماتية والاتصالات العمود الفقري للاقتصاد العصري الحديث، وعلى ذلك يمكن القول إن تقنيات التواصل الحديثة لم تعد تطويرًا فقط لوسائل التواصل التقليدية، وإنما وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل التواصل، فتكنولوجيا المستقبل لها قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلًا لها من خلال التواصل المباشر بين الأشخاص، ومع دهاء شبكات التواصل الاجتماعي وخبايا الذكاء الاصطناعي، تُصبح المسألة أكثر تعقُّدًا وبحاجة إلى التدبُّر والتفكير الجدي.
الفكرة من كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
يشهد التاريخ بأن البشرية مرَّت بعدة ثورات متعاقبة كان آخرها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي أحدثت القطيعة مع كل ما هو قديم، وأصبح من الواضح جدًّا أننا لا يمكننا تحمُّل تكاليف تفويت الاستفادة من الفرص التي خلقتها تلك الثورة الرقمية، ومن هنا كان هذا الكتاب بمثابة ببليوغرافيا للمستقبل وتحوُّلاته المرتقبة ودليل لاقتحام آفاقٍ جديدة.
مؤلف كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
فرانك كيلش (Frank Kelsch): هو خبير ومبرمج نظم ورجل استراتيجيات معلوماتية، قدم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 مع والديه عندما كان صبيًّا، ويعدُّ الآن من خبراء صناعة الحوسبة والاتصالات، كما قام ببناء وتنظيم أكبر شبكة حاسب في أمريكا الشمالية، واستعانت به كبريات المؤسسات كمستشار وخبير استراتيجيات وتنظيم، وهو محاضر ومتحدِّث دائم في المؤتمرات والمنتديات العامة بصفة منتظمة حول مستقبليات صناعة الحوسبة، من مؤلفاته “ثورة الإنفوميديا الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟”.