اعرفْ أصحاب المصلحة
اعرفْ أصحاب المصلحة
ولمعرفة دوافع وطريقة تفكير الطرف الآخر، لا بد من فهم الأنماط الشخصية، أو كما أطلق عليها كارل غوستاف يونغ عالم النفس السويسري الأنماط النفسانية، وقسَّمها إلى ثمانية أنماط، حيث تصوَّر أن الناس يتفاعلون مع العالم عبر أربع وظائف نفسانية، وهي الحس والحدس والتفكير والعاطفة، ومزاجين نفسيين، وهما الانفتاح والانطواء.
الحس عكس الحدس، وهما يصفان الطريقة التي يستقبل بها الشخص المعلومات، فالشخص الحدسي يهتم بالحقائق، لذا يهتم بالواقع ولا يكترث للأحلام والنظريات، وعلى الجهة الأخرى يوجد الشخص الحسي الذي يهتم بالمستقبل، ويُحب الاستكشاف والاحتمالات التي يخبئها الغد.
وكما نستقبل المعلومات بشكل مختلف، نعالجها أيضًا بشكل مختلف، فقد يعتمد البعض على التفكير، أي الاستناد إلى حقائق واضحة، وتفضيل المنطق على العاطفة، لكن في الجانب الآخر يوجد الشخص العاطفي الذي يستند في قراراته إلى ما يشعر به، فهو متعاطف ويُفضِّل مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية.
نحتاج أيضًا إلى أمور مختلفة لتجديد طاقتنا، فالشخص المنفتح اجتماعي ويستمد طاقته من الآخرين، لكنه يتشتَّت بسهولة، لذا يهتم بالخطوط العريضة ولا يحب التفاصيل، لكن الشخص المنغلق يستمدُّ طاقته من الداخل، تركيزه مرتفع ويقرأ ما بين السطور، وقد تندمج الوظائف السابقة بعضها مع بعض، فالتفكير قد يندمج مع الحس أو الحدس، وكذلك العاطفة، وبمجرد تحديد موقع الطرف الآخر من نموذج الأنماط سنتمكَّن من تعديل صياغة العرض ليحظى الطرف الآخر بفهم أوسع.
ولكن إذا كان هناك أكثر من طرف سوف يتم تدوين أسمائهم وأقسامهم، بعد ذلك سوف يتم دراسة تأثيرهم فبعضهم أصحاب قرار، والبعض الآخر لهم تأثير في أصحاب القرار، وهؤلاء يجب إطلاعهم على العملية، هناك أيضًا المهتمون وهؤلاء ليس لهم أي تأثير في الفكرة، لذا لا يُنصح بهدر الكثير من الوقت والمجهود معهم.
بعد هذه الخطوة سنضع أنفسنا في موضع كل فرد من أصحاب المصلحة ونسأل إذا كان سيوافق على الفكرة، هل سيفهمها، هل ستلائم الفكرة استراتيجية قسمه؟ هل هو قادر على توفير المطلوب منه، وما عواقب تأييده أو رفضه؟ وبالتالي نتوقَّع رأيه إذا كان مُعارضًا أو مُحايدًا أو مؤيدًا.
الفكرة من كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
تمتلك المهارات المُتطلَّبة لتوليد الأفكار وتحويلها إلى مفاهيم وتطبيقها على المشروعات، لكن عند عرضها أمام أصحاب القرار ترتكب العديد من الأخطاء التي تتسبَّب في ضياع هذه الأفكار، مثل الخوض المبالغ في التفاصيل دون تحديد الجوانب الرئيسة، أو عدم التركيز على هدف الفريق أو العميل، وبالتالى قد تبتكر حلولًا قيِّمة ولكن لأهداف مختلفة تمامًا.
أو أنَّك تُغرم بفكرةٍ إلى حدِّ الحماس الذي قد يجعلك تتخطَّى مرحلة مهمة، وهي مرحلة البحث والتدقيق، أو تقوم بتقديم الأفكار لشخص غير مناسب أو بشكل غير مناسب.
قد نقترف هذه الأخطاء لأننا نهتم بالفكرة ولكن لا نهتم بعرضها، ولا نُدرك أن نجاحها يعتمد بنسبة تسعين بالمائة على إقناع الأشخاص بها وبنسبة عشرة بالمائة على جودتها، لذا يُقدِّم هذا الكتاب بعض المهارات والتوجيهات المطلوبة لعرض الأفكار بشكل مثالي.
مؤلف كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
ييرون فان خيل: مؤسِّس مشارك وخبير استراتيجي في استديو Oak & Morrow للتصميم الاستراتيجي في هولندا، وكاتب ومتحدث عالمي مهتم بمجال UX والتصميم وbrand personality، شارك في عدد من المشروعات، ومنها: مشروع بوابات الخدمة الذاتية للتحقُّق من جوازات السفر في مطار سخيبول، وجهاز الإسقاط الضوئي Beam، شارك أيضًا في تأليف كتاب Get Agile!: Scrum for UX, Design & Development.