اعترف بالجهل حتى تتعلم
اعترف بالجهل حتى تتعلم
فطر الله الإنسان على السؤال والاستكشاف وحب التعلم فقد خلقه وأخرجه من بطن أمه جاهلًا لا يملك إلا حواس خمسًا هي كل أدواته المعرفية، وطريقة السؤال والاستكشاف والتعلم باستخدام تلك الأدوات مع الفطرة أيضًا هي الطريقة الوحيدة التي تساعده على تكوين علاقة مع العالم من حوله وتذليل مسخراته في سبيل خدمته والاستفادة منها، لذا كلما زاد علمه ونمت معرفته بالأشياء من حوله كانت علاقته معها أفضل وكلما ألمَّ بميزاتها وتفادي مخاطرها.
والجهل ليس نقيض العلم وحسب، فليس هذا هو شكل الجهل الوحيد، فله أشكال متعددة ليس فقط الجهل بالمعلومة المُتعارف عليه لدى الناس، وإنما هناك الجهل الذي هو نقيض الحكمة أو النقص فيها كما قال أحد السلف: “علامة الجاهل ثلاث: العجب بالنفس، وكثرة النطق فيما لا يعنيه، وأن ينهى عن شيء ويأتيه”، وهناك الجهل المركَّب الذي هو أسوأ وأشد أنواع الجهل ضررًا، لأن الشخص فيه لا يدرك أنه جاهل بالشيء، وهو كما عبَّر عنه الكاتب: لا يعرف أنه لا يعرف! وهناك الجهل بالله تعالى وهو أعظم أنواع الجهل ونعني به جهل علاقة الخالق بالمخلوق وجهل مراده منه سبحانه، وهي أمور مهمة في بناء الدعائم التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية بخلاف الثقافة الغربية التي تقوم على الإنسان والطبيعة والعلاقة بينهما! وهناك أيضًا الجهل بخصائص الأشياء، وهذا الجهل الذي ينشأ عنه الإشكال في التعامل معها وفهم خصائصها ومناط عملها وكيفيته، وهناك الجهل بالآخر وبطبيعته وتكوينه وبطريقة التعامل معه سواء كان ذلك الآخر ابنًا أو جارًا أو دولة.
الخطوة الأولى في طريق رفع الجهل هي أن ندرك أننا جاهلون وأننا لا نعرف كل شيء، لأن اعتقاد البعض أنهم يعرفون كل شيء يحول بينهم وبين التعلم والسؤال والاستشارة والانفتاح على الجديد، وبخاصةٍ أننا كبشر نتطوَّر وتزداد معارفنا كل يوم، وبالتالي بناء أي علاقة مع أي شيء من حولنا يحتاج إلى تطوير مستمر لمعرفتنا به، وإلى وقت أيضًا لنعرف كيف نستفيد منه.
الفكرة من كتاب هي.. هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا/ الجزء الثاني
نستكمل في هذا الكتاب ثلاثين سنَّة أخرى من السنن المتعلقة بالإنسان والمجتمعات، بما عوَّدنا عليه الدكتور عبد الكريم بكار من اللغة السهلة والمعاني الواضحة.
مؤلف كتاب هي.. هكذا: كيف نفهم الأشياء من حولنا/ الجزء الثاني
الدكتور عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: مؤلف وداعية إسلامي، له العديد من الإسهامات في المجال التربوي والفكري وشارك في العديد من الصحف والمجلات وفي تقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب إسهاماته الأدبية ودراساته الأكاديمية المتخصِّصة، ومن ذلك:
أثر القراءات السبع في تطوُّر التفكير اللغوي.
ابن عباس، مؤسس علوم العربية.
الصفوة من القواعد الإعرابية.