اضطهاد المرأة
اضطهاد المرأة
إن قضايا المرأة من أهم القضايا التي يحتدم الجدل حولها سواء في الإسلام أو المسيحية، حيث يسعى كل فريق إلى إثبات أن دينه هو الأكثر إنصافًا للمرأة، والمتفحِّص لنصوص العهد القديم يَجِدُ فيه المرأة مسؤولة عن شقاء الجنس البشري لأنها استجابت لوسوسة الشيطان أو الحية، والقوامة في المسيحية تعني السيادة القهرية انتقامًا لغوايتها بارتكاب الخطيئة الأولى دون الإلزام بأية حقوق يمكن للمرأة المطالبة بها، وكأن سلطة الرجل وسيادته على زوجته حق غير مقرون بحق موازٍ، ولا نجد للمرأة ذمة مالية مستقلة، بل نجدها هي نفسها سلعة تباع، كما كانت في الجاهلية تُورَّثُ وتباع دون أن يكون لها رأي في حياتها وتُوأَدُ وهي حيَّة.
وقد أعلن نبي الإسلام أن النساءَ شقائقُ الرجال، فلا تفاضُل بينهما إلا بما يكتسبه الإنسان من خلال رِفْعَتِه عند ربه وتَقَرُّبه منه؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، وقوامة الرجل للمرأة في الإسلام تستند إلى سيادة الرجل على المرأة لتدبير أمور المعيشة في مقابل ضمان ما لها من حقوق معنوية ومادية وحمايتها من التعدِّي عليها، ومنع الإسلام أكل أموال النساء بالباطل، بل وختم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) رسالته قائلًا: “استوصوا بالنساء خيرًا”، فكيف لدين ساوى بين أفراده وجعل التقوى والتقرُّب إلى الله معيار التفاضل الأوحد وختمت رسالته بالحثِّ على معاملة نسائه بالحسنى أن يظلمهم! وما بين هذا وذاك سلسلة من المواثيق والعهود لضمان حقوق المرأة وصيانتها، فما ادعاه الغرب من اضطهاد الإسلام للمرأة ما هو إلا باطل محض وجهل بحقيقة الإسلام وتشريعاته.
الفكرة من كتاب الله ليس كذلك
برعت المؤلفة في كشف الستار عن كثير من الأحكام والتحويرات التاريخية والأقوال الخاطئة المقصودة عن العرب والمسلمين، فعمدت إلى توضيح حقيقة الشرق المسلم بإنصاف شواهد التاريخ والحضارة، وتفنيد الشعارات الباطلة من همجية الشرق واضطهاد الإسلام للمرأة وغيرها من المزاعم الغربية المزيفة، فمن المذهل أن ترى من ليس منك يدافع عنك!
مؤلف كتاب الله ليس كذلك
زيجريد هونكه Sigrid Hunke: مستشرقة ألمانية ولدت عام 1913م بمدينة كيل الألمانية، درست الآداب والفلسفة وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان، حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1941م، اشتهرت بالدفاع عن العرب والمسلمين، حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة شيلر ووسام النجمة الكبرى بالقاهرة، من أشهر مؤلفاتها: “شمس العرب تسطع على الغرب”، وتوفيت عام 1999م بمدينة هامبورغ عن عمر يناهز الـ86 عامًا، قضتها في البحث عن الحقيقة، ونشر قيم التسامح والتقارب بين الحضارات والثقافات، والإشادة بأثر العرب والمسلمين في تطوُّر حركة الفكر والعلم.