اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد
إن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد يعانون أيضًا من المشاهد الرقمية الجذابة، ولكن دعونا نتطرّق أولًا إلى معايير التشخيص لهذا الاضطراب، التي تتمثل فـي: صعوبة التفاعل والتواصل الاجتماعي، ومشكلات في مهارات التواصل اللفظي وتكوين العلاقات، وقلة تنوع الاهتمامات والسلوكيات، ومشكلات في تبادل الآراء والعواطف، والسلوكيات والحركات المتكررة، بالإضافة إلى الاحتياج المتكرر إلى الروتين، والإعجاب المفرط بتفاصيل ومعلومات معينة.
هذه كلها من ضمن أعراض طيف التوحد، أمّا عن سبب انجذابهم الشديد إلى التواصل الرقميّ، فهذا لأن أمامهم فرصة في أثناء الاتصال بالإنترنت لإيجاد من يماثلونهم في الحالة والاهتمامات، وأيضًا يمكنهم العثور في أثناء الاتصال بالإنترنت على مجالات اهتمامات محددة، وتكرار الأنشطة المفضّلة مثل مشاهدة مقطع الفيديو الواحد مرات كثيرة، بالإضافة إلى أنهم غير مضطرين إلى فهم تفسيرات لغة الوجه أو الجسد، وتساعدهم المواقع على ابتكار شخصيّات غريبة في خيالهم.
ولهذا كلّه ارتفعت وبشدة نسب مشاهدة هؤلاء الأطفال للتلفاز واستخدام الحاسوب مقارنة بأقرانهم حتى من ذوي الاضطرابات الأخرى، وقد استأثرت ألعاب الفيديو الحركية على اهتمامهم، لا سيما تلك التي بها قتل أو تصويب! إنهم أشخاص يبحثون عن ذواتهم الحقيقية ويريدون رؤية أشباههم، ولهذا فهم يُفضِّلون التواصل الاجتماعي بدلًا من الانغماس في الأسرة والأصدقاء.
وهذا الارتباط بالمواقع شيء مؤسف بالتأكيد ولا يُستهان به، وعلى الأولياء أن يكونوا خير قدوة، فعندما يرى الطّفل أن والده يردّ على الرسائل في أثناء وقت الطّعام ولا يحترم المائدة وينكّب على التلفاز دون أي مراعاة أو انتباه لمن حوله، أنّى له أن يتعلّم ذلك؟ إننا بوصفنا أشخاصًا بالغين وكبارًا نتحمّل مسؤولية كبيرة أيضًا بمشاركتنا المستمرة في هذا العالم الرقمي، والحلّ الأمثل هو أن نتحلى نحن بسلوكيات قويمة حتى يستقيم أبناؤنا، فإذا أردت أن تضع حدودًا لطفلك افعل ذلك عن طريق ضوابط أبوية تقلل المحتوى وتحدد الوقت وتبعد عنهم أجهزتهم خلال أداء عملهم اليومي وتقييد عمليات البحث لديهم.
الفكرة من كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
كثيرًا ما تدور مشكلاتنا في الوقت الحالي حول التكنولوجيا والإفراط في استخدام الإنترنت، إذ أصبحنا نستمع في كلّ مكان إلى عبارات من قبيل: “ابني لايترك جهازه من يده” و”ابنتي لا ترغب في الجلوس معنا“، وهذه كلّها عبارات بدهيّة في ظلّ تفجّر التقنية الذي أصبح يهدد سلامة أطفالنا، بل ويصيبهم بكثير من العوائق والمشتتات!
وفي هذا الكتاب سوف نعرف المشكلة وحلّها وكيفيّة تجنّبها.
مؤلف كتاب أطفال العصر الرقمي.. كيفية التوازن في المشاهدة الرقمية وبيان دواعي أهميتها.
مارتن إل كوتشر: أستاذ سريري مساعد في طبّ الأطفال، وقد أولى اهتمامًا كبيرًا لاضطرابات الأعصاب المتنوعة والتشنّجات اللا إراديّة، ومن ضمن مؤلفاته: كتاب “تنظيم الطفل غير المنظم”، وكتاب “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه“.
معلومات عن المترجم:
حسام الشرقاوي: ترجم عديدًا من الأعمال، من أبرزها: كتاب “دليل الأفراد مفرطي الحساسية”، وكتاب “صولات على البساط الكروي”.