اضطراب العلاقات

إن الصحة النفسية تكون مرتبطة أحيانًا بالنجاح في الحياة الاجتماعية، ففي العصر الحديث يُعالج خبراء الصحَّة النفسية والعقلية مشكلة التفاعل الاجتماعي بصفتها مصدرًا من مصادر الضغط والتوتر، فمن المعروف مثلًا أن السلوك الاجتماعي في حالات القلق يكون مرتبطًا بسمات معيَّنة مثل الخجل والاندفاع، ونلاحظ حينئذٍ وجود قصور اجتماعي لدى الأشخاص المصابين بالقلق حيث لا يستطيعون تبادل مشاعر إيجابية مليئة بالدفء والفاعلية، وكذلك نجد أن الفصاميين يجدون ضعفًا في قدراتهم على حل المشكلات الاجتماعية ويتصفون بالعجز في التعامل مع الصراعات الاجتماعية والأزمات، 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وهذا حال مريض الاكتئاب أيضًا حيث إنه يواجه صعوبات اجتماعية تتمثَّل في: الافتقار إلى الإيجابية، وصعوبة بدء العلاقات، وكذلك الحساسية الشديدة تجاه الرفض والتجاهل، فضلًا عن أن المكتئبين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فيما ينُسَب إليهم من أخطاء، فكل هذه الأعراض تدلُّ على افتقار المكتئب  إلى المهارات الاجتماعية.

وهناك مهارات اجتماعية تَبيَّن أنها تؤدي إلى تنمية الصحة النفسية، وهي تدريب الشخص على التعبير الحر والتلقائي وتشجيعه على الدفاع عن حقوقه، وكذلك تدريبه على اكتساب حل الصراعات أثناء التفاعلات الاجتماعية.

ويُلاحظ أنه عند التفكير في حلِّ مشكلة معيَّنة أو التعرُّض لموقف محدَّد تحدث أخطاء في الفهم والتفسير لدى المكتئبين مما يشوِّه صورة الواقع بداخلهم، فيميلون غالبًا إلى أسلوب التهويل والمبالغة، كما أنهم قد يفسرون الشيء الإيجابي على أنه سلبي مثل أن يقول المكتئب لنفسه: “الناس يقدِّرونني لأنهم يُشفقون على حالي، وليس لأنني أمتلك شيئًا إيجابيًّا”، كما أن المكتئبين يَنسِبون إلى أنفسهم المسؤولية عن النتائج السلبية في المواقف، فضلًا عن توقُّعهم السلبي للمستقبل والتصرُّف بناءً على ذلك كما لو أنه حقيقة.

تتزايد أهمية الكتابة عن مرض الاكتئاب في عصرنا الحاضر، حيث إنه أصبح منتشرًا في أغلب المجتمعات ونسبة ارتفاعه ملحوظة جيًلا بعد جيل، لذا كان من المهم تفسير أسبابه والعمل على التوعية التامَّة بجميع جوانبه. 

عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِح كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “أسس علم النفس”، و”علم النفس والإنسان”، و”البحث عن القوة”، و”العلاج النفسي الحديث”.