اضطراب الشخصية التجنّبية

اضطراب الشخصية التجنّبية
تعوّدت «ليندسي» أن تنزل كل صباح إلى قبو منزلها في ولاية نيوجيرسي لتتمرن على الدراجة الثابتة -جزئها المفضل من رياضة «الثلاثي الحديث | Triathlete»، وأمامها على الرف قطتها الجميلة «ميتنز»، عدت ليندسي هذا الوقت لقاءً خاصًّا بينهما، روت ليندسي للطبيب كيف كانت تسير الأمور على ما يرام إلى أن ماتت ميتنز، فتغيرت ليندسي وأصبح نزول القبو لممارسة رياضتها والحفاظ على معدلها أمرًا يفوق قدرتها على الاحتمال، وبجانب حزنها على قطتها فإن ليندسي كانت بامتناعها عن رياضتها تخاطر بصحتها النفسية، إذ تفقد بتراجع أدائها الرياضي قيمة تعريفية مهمة لشخصيتها في المجتمع.

كانت ليندسي تعاني «اضطراب الشخصية التجنبية Avoidant personality disorder» وهي حالة نفسية يشعر خلالها الشخص بانخفاض مشاعره تجاه المجتمع وعدم قدرته على التفاعل مع الآخرين، والقاعدة العامة في علم النفس تقول: “إن اجتناب الأشياء لا يخفف من أثرها العاطفي” وبذلك فلا معنى لرفض ليندسي النزول إلى قبوها، واستكمال تدريباتها بعد مرور وقت على وفاة ميتنز، فحقيقة الأمر إن اجتناب القبو لن يخفف من حزنها على قطتها المحبوبة، وإنما سيزيده كلما تذكرت أن أداءها يتراجع في رياضتها المفضلة، إذًا فالتجنب ليس حلًّا مناسبًا للتعامل مع تعلقنا بأماكن ترتبط بانكساراتنا، بل يغدو ضروريًّا أن نسترجع علاقتنا بتلك الأماكن، ولكن بالعودة إليها في ظروف مختلفة لكي نتمكن من بناء علاقة نفسية جديدة مع الأماكن المألوفة، وجدير بالذكر أن التجربة الأولى للعودة إلى الأماكن القديمة ستكون الأصعب والأكثر إيلامًا، لكنه ثمن مُستحَق أمام ما سوف نشعر به تباعًا في المرة الثانية فالثالثة وهكذا، ولن يمر وقت طويل حتى تضاهي ذكرياتنا الجديدة تلك القديمة المؤلمة.
لقد تأكد الطبيب من أهمية مصارحة ليندسي بأن امتناعها عن التدريب على الدراجة الثابتة ليس حقيقة واقعة وإنما هو خيارها الحر، وهي وحدها سوف تتحمل تبعاته، وبرغم اتفاقه معها بخطأ استبدال الشخص أو الحيوان الأليف الذي فقدناه مباشرة بعد حالة الانكسار العاطفي، فإنه من غير الصائب أيضًا أن ننتظر وقتًا طويلًا لنشفى تمامًا ممن فقدناهم حتى نتمكن من المضي قدمًا، فأن تحب ليندسي قطة أخرى لا يتطلب منها أن تنسى قطتها العزيزة «ميتنز» فقلوبنا أكبر من أن تضيق بكثير من الحب، ولقد نسيت ليندسي في خضم أحزانها أن الحيوانات الأليفة تعرف كيف تصل سريعًا إلى قلوب أصحابها، فلم يستغرق الأمر وقتًا بعد أن أهدى إليها زوجها وأولادها قطة صغيرة، حتى وضعتها ليندسي على الرف وعادت لركوب دراجتها الثابتة من جديد.
الفكرة من كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
عادة ما يُتعامل باستهانة مع حالات انكسار القلب، بخلاف ردود الأفعال على حالات الألم الجسدي الظاهر، وبإدراكنا لذلك سنرفق بقلوبنا أكثر لأننا أفضل من يعلم شدة هذا الألم غير المرئي. في هذا الكتاب سنتعلم كيف نصلح قلبًا مكسورًا، من خلال قصص مجموعة من المتعافين من حالات انكسار القلب، بعضها نتج عن خسارة الأحباء وبعضها الآخر سببه فقد الحيوان الأليف الذي كان بمنزلة أفضل صديق، وأحيانًا كان انكسار القلب نتيجة فقد الثقة بالنفس، وفي قصصهم ستتكشف لنا المشكلات التي قد تتشابه مع قصة أحدنا وسنتعرف الأخطاء التي وقعوا بها وكيف وجدوا الطريق الصحيح لالتئام قلوبهم.
مؤلف كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
غاي وينش: طبيب نفسي وكاتب أمريكي، حصل على درجة الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي من جامعة نيويورك، وأكمل زمالة ما بعد الدكتوراه في تخصص العلاج الأسري والزواجي، وهو متحدث بارز في منصة TED، إذ حصد خطابه الشهير بعنوان: “We All Need to Practice Emotional First Aid” ملايين المشاهدات، وتُرجِمت كتبه إلى 23 لغة، ومن مؤلفاته المنشورة:
الإسعافات الأولية العاطفية: استراتيجيات عملية لمعالجة الفشل والرفض والشعور بالذنب وغيرها من الجروح النفسية اليومية.
The Squeaky Wheel: Complaining the Right Way to Get Results, Improve Your Relationships, and Enhance Self-Esteem
الانتهاكات الخلاقة: كيف تستعيد وهج النشاط والمتعة في حياتك الشخصية والعملية.
نجاحك في صباحك.