اضطرابات المزاج والعاطفة
اضطرابات المزاج والعاطفة
الحزن والفرح جزء من الحياة اليومية وهما يحتلفان عن الاكتئاب والهوس، ويُعدُّ الحزن أو الفاجعة من الاستجابات الأكثر شُيوعًا للفقدان أو الفراق أو الهزيمة أو الإحباط، ولا تُسبِّب الفاجعة والفقدان اكتئابًا مستمرًّا ومُعوِّقًا إلَّا عند من لديهم استعداد لاضطرابات المَزاج، وتنقسم الاضطرابات العاطفية إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي الاكتئاب، والاضطراب الثنائي القطب واضطراب القلق، ويتضمن كل واحد منها أنواعًا أخرى فرعية ويختلف كل منها في الشدة.
ويُشخَّص الاكتئاب عندما يشعر المرء بحزن شديد يصاحبه أعراض أخرى مثل عَدم القدرة على القيام بالنشاطات اليوميَّة والحفاظ على العلاقات وضعف الشهية والقلق الشديد وفقدان القدرة على العمل والعزلة الاجتماعية وإدمان الكحوليات، ويفضي الحال ببعض الحالات إلى الانتحار.
أما الاضطراب ثنائي القطب فيعني وجود فترات من الاكتئاب وفترات من الهوس، والهوس يحدث عندما يشعر الشخص بالإيجابية المفرطة، وقد يبدو هذا أمرًا جيدًا لكن الهوس يجعل الشخص يشعر أيضًا بالعصبية والعدوانية والاندفاع والأوهام، أما اضطراب القلق فيتقلب فيه المصاب بين مشاعر العصبية والقلق والخوف، وقد يكون قلقًا اجتماعيًّا أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو اضطراب القلق العام، ويمكن أن تؤدي أحداث الحياة إلى اضطرابات عاطفية، ويشكل العامل الوراثي عاملًا عند البعض ولكن لا يعني بالضرورة حتمية الإصابة.
وهناك نوعان من العلاجات الرئيسة للاضطرابات العاطفية: الأدوية والعلاج النفسي، وعادةً ما يتضمَّن العلاج مزيجًا من الاثنين، ويساعد العلاج النفسي على تعليم الشخص كيفية التعامل مع الاضطراب الذي يعانيه ومن ثم تغير السلوك.
الفكرة من كتاب المرشد في الطب النفسي
النفس البشرية عالم رحب، لا يمكن حصر جوانبها وما يعتريها من خلل في المراحل العمرية المختلفة، ولا يغفل أحد عن دور الطب النفسي في تعزيز سلامة الأفراد والمجتمعات على السواء والحماية من الانحرافات السلوكية، فيتناول بالدراسة والتحليل ما يتعرض له الشخص في جميع مراحل حياته منذ الولادة إلى اللحظات الأخيرة في الحياة، ويربط بين الصحة النفسية والسلوك ومدى تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الأفراد، وسنتناول في هذا الكتاب باختصار ماهية المرض النفسي وأعراضه وكيفية الوقاية وأمثلة لما يصيب الإنسان من أمراض نفسية في مراحل عمره المختلفة وطرق العلاج والتأهيل.
مؤلف كتاب المرشد في الطب النفسي
أعد هذا الكتاب نخبة من أساتذة الطب النفسي في كليات الطب المختلفة في الوطن العربي ضمن سلسلة “الكتاب الطبي الجامعي”، وهي مبادرة تابعة للمكتب الإقليمي لدعم التعليم الطبي باللغة العربية.