اضطرابات الشخصية
اضطرابات الشخصية
هنالك العديد من اضطرابات الشخصية التي تصيب العديد من البشر، وتندرج تحت قائمة الأمراض النفسية، ومنها: الفصام أو الشيزوفرينيا Schizophrenia، وهو أحد أكثر الأمراض التي شوَّهها الإعلام ووصفوا مريضه بالجنون وبضرورة حجزه في المصحة لأنه يُشكِّل تهديدًا في حين كونه مرضًا مثل باقي الأمراض يُصيب الملايين من الأشخاص بأعراض تتراوح ما بين خفيفة إلى شديدة، ومن أكثر أعراضه شيوعًا هي الهلاوس، وبخاصة السمعية منها، والأوهام، وخلل بالتفكير والتصرفات، كما تشيع الأفكار الانتحارية بين المصابين بالفصام، وأغلبها أعراض قابلة للعلاج والسيطرة عليها ولا تستدعي احتجازًا بالمصحة إلا نادرًا، ومع وجود إرادة قوية وشبكة دعم اجتماعي سيتحسَّن المريض بالتدريج.
ومنها كذلك اضطراب الشخصية المرتابة paranoid personality Disorder، ويُسمى في اللغة العربية بـ”جنون العظمة”، والشك أحد الدوافع القوية التي تؤدي إلى الإصابة به، حيث يتسم مريضه بالشك الدائم في نوايا الآخرين، وعدم القدرة على الغفران، وتفسير الكلام والتصرفات بشكل عدائي، وغالبًا ما يكون الشخص المصاب به يؤمن بنظرية المؤامرة، وينقسم إلى عدة أنماط منها: البسيط، أو المتعنِّت، أو الخبيث، وأهم شيء للتعامل معه هو مواصلة زيارة الطبيب النفسي، والتركيز على إدراك الشخص لمرضه والتحرُّر من شكوكه وتحجيمها، كما أن هنالك أيضًا اضطرابات التعلق، إذ إنه نزعة داخلية فردية تجعل الشخص يتعلق بالأشخاص المقربين له منذ لحظة الولادة كالأم والأب، حيث إن هناك من يقول إن جميع العلاقات بين الأشخاص تخضع لتأثير طفولة كلٍّ منهم، وينقسم إلى عدة أنماط منها: التعلق الآمن، والمقاوم، والمتجنب، وعلى الرغم من أنه ليس من السهل علاج اضطرابات التعلق فإن الوعي الذاتي النفسي يفيد بشكل كبير، كما أن المعالجة النفسية للفرد لمساعدته على فهم ظروف طفولته ونمط تعلقه تسهم بجعله أكثر إدراكًا وتسرِّع فترة العلاج.
الفكرة من كتاب حجر الشمس
كثيرون منا يعدُّ المرض النفسي وصمة، بل ويتهم مرضاه بالجنون، ولذا يتجنَّب أغلب الأشخاص زيارة الأطباء النفسيين قدر الإمكان لما يعانون من أوهام وخزعبلات، غير مدركين أن المرض النفسي ينتشر بيننا كالهواء ويستنشقه الجميع وهم ليسوا استثناء، ولذا كان هدف هذا الكتاب تصحيح أغلب المفاهيم الخاطئة المتداولة عن الطب النفسي ومحاولة زيادة الوعي الثقافي بشأنه، وكيف أنه مثل أي مرض يُصيب الإنسان.
فما أنواع الأمراض النفسية، والطرق المُثلى للتعامل مع المرضى النفسيين؟ ولماذا اختارت المؤلفة حجر الشمس وجعلته عنوانًا للكتاب؟ فهذا ما سنراه عبر السطور المقبلة.
مؤلف كتاب حجر الشمس
لمى محمد: كاتبة، وناشطة حقوق إنسان بدأت مشوارها بالكتابة على مدوَّنتها الشخصية، وموقع الحوار المتمدن، وتابعت بعدها الكتابة لعدة دور نشر مختلفة.
تخرَّجت الكاتبة في جامعة دمشق، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في الأمراض الجلدية، ثم انتقلت إلى أمريكا وتخصَّصت في الطب الباطني الابتدائي، ثم غيَّرت تخصصها إلى الطب النفسي، وحصلت على شهادة البورد الأمريكي في الأمراض النفسية والعصبية، وتعمل طبيبة نفسية وأستاذًا مساعدًا للطب النفسي في جامعة كاليفورنيا.
ومن مؤلفاتها: “ما بقي من البحر”، و”جدائل الثالوث المحرم”، و”قريب من الأرض”، و”حجر الشمس”، و”علي السوري”، و”الحب بالأزرق”، و”بغددة”، و”سلالم القرَّاص”.