اصبِر في رحلتك هذه
اصبِر في رحلتك هذه
لقد أصبحنا منطقيين إلى الدرجة التي جعلتنا نتعلق بأسباب الدنيا رغم أننا أنفسنا الذين مروا بأزماتٍ لا تُحصى فأخرجهم الله منها في الوقت الذي قالت فيه حساباتنا البشرية أن لا حل، وعلى هذا عليك أن تُحسن الظن بالله تعالى، وكيف لا وقد رزقك من النعم ما لا يُحصى عدده رغم تقصيرك وأخطائك؟ وهذا من رحمته بك إذ يعلم ما بداخل قلبك.
إنك إن فقدت مالًا أو ابنًا أو أهلًا أو هدفًا ترجوه فإنك لم تفقد من أوجَدَ كل هذا ورزقك به قبلًا، لكننا ضعفاءُ إلى الدرجةِ التي إذا خسرنا فيها شيئًا نميل إلى الجزع منه إلى الصبر، والله تعالى قد أمر المؤمنين في أكثر من 80 موضعًا في كتابه العزيز أن نصبر، فيقول تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، وأخيرًا تذكر أن الدُّنيا هي محطةٌ غير دائمة، رحلة لا وقت فيها للجزع واليأس ولا صواب بهما، طريقٌ تعبِّرُ فيه أفعالنا عما سنستقر فيه في الحياة الدائمة، إذًا فمنذ متى يُبالي المُسافر بمشاقِّ الطريق وصعوباته وغايته هي جهة الوصول!
قد تلاحظ أن أكثر الناس تحقيقًا للإنجازات هُم أقَلُّهم شَكوًى، لدَرجة أنك تَعجبُ من ثبَاتهِم وقُدرَتهِم على تَخطِّي الأَزمَات، فالشَّكوى لَيست إلا مضيعةٌ للوقتِ وتقليلًا لكرامةِ الإنسان إن لم تكن في محلها، وقد قال الله تعالى في كتابه عن نبيه يعقوب: ﴿قَالَ إِنَّمَآ أَشْكُواْ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾، وكان بعض السلف إذا جاءه رجل ليشكو إليه مرضه يرد عليه قائلًا: اتق الله، أتشتكي من يَرحَم إلى من لا يَرحَم؟ إذًا لتكن شكواك للهِ (عز وجل) لا للنَّاس.
الفكرة من كتاب لا تيأس
سلامٌ على كلِّ مؤمنٍ مُبتلى، سواء أكان ابتلاؤه مرضًا أم فقدانًا لأحد الأحبة والأهل، أم كان فراقًا للأب والأم والإخوةِ أم تدهور الحال وتعثُّر المآل، سلامٌ على من يحاول الصمودَ رغم الظُّلمة الغالبة، أتُدرك أن اللهَ يُحبك ولا ينساك، يبتليك ليُقرِّبك إليه من تيه الدنيا الفانية، يُذكِّرك أنه ليس لك سواه يُعيد إليك نعمةً فقدتها ويرزقك بخيرٍ مما فقدت، ولعلك لا تجد في كلمات المواساة هذه إلا أننا جميعنا بلا استثناء نحتاجها من اللحظة إلى الأخرى، لذا أقول لك: لا تيأس.
يحاول هذا الكتاب أن يُعطيك بذورًا ثمارُها النور، ما بين قصصٍ للنجاح بعد التعثُّر، والفرج بعد الضيق، وما بين كلماتٍ تُربت على قارئها.
مؤلف كتاب لا تيأس
أحمد سالم بادويلان، صحفي سعودي عمل في مجلات وصحف عربية، حاصل على شهادة إدارة الأعمال من جامعة أتلانتك بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، بلغت مؤلفاته نحو 80 كتابًا، ومن أهمها:
موسوعة سين وجيم في الثقافة الإسلامية.
على مسؤوليتي.
خطوة خطوة نحو الهدف.