اشطب كلمة “مزعجة” من قاموسك وتحدث إلى زوجتك
اشطب كلمة “مزعجة” من قاموسك وتحدث إلى زوجتك
إن ما تسميه إزعاجًا من جانب زوجتك هو تكرار مستمر للحقائق غير مقبول لك، وبالتالي فإن زوجتك في الحقيقة ليست مزعجة، تلك كذبة تقنع بها نفسك كرجل، إذ إن زوجتك تلجأ إلى التكرار عندما تضطر إلى إقناعك بفكرة ما، وأنتَ لا تريد أن تقتنع بها، وبالتالي تلجأ إلى هذا الأسلوب لأن الخشب السميك يحتاج إلى طَرق المسمار حتى يتخلَّله! فهي تكرر ما تقوله لك ملايين المرات، لأنك رجل غير مستمع لها، وهي تحاول أن تجعلك تستمع لها، وبناءً على ذلك فإن الزوج الصالح هو الذي يفهم بسرعة ما تريده زوجته، ويفعل ما تحتاجه منه، وبالتالي لن تكرِّر ما تريده مرَّة أخرى، ما يعني أنها لن تكون مزعجة.
كما يجب أن تعلم أن العلاقة بين الزوجين أساسها الحوار، وبالتالي لا سبيل أمامك سوى الحوار، نعم، إن المرأة تحب أن تتكلم بشكل عام، فهي تجد متعة خاصة في ذلك، إذ يعد الكلام بالنسبة لها وسيلة لطيفة لقضاء الوقت، وبالتالي فهي أكثر براعة فيه من الرجل، وبما أنك متزوج من امرأة، فلا مفر من الحديث إلى زوجتك، وأن تبادلها أطراف الحديث عندما تحاول هي أن تتحدث إليك، وعليك أن تتجاوب معها، وأن تستهل أنت أيضًا معها الحديث.
واعلم أن الحديث المراد هنا هو الحديث من أجل الحديث، فالحديث مع الزوجة هدف في ذاته، لأنه يوثِّق عرى العلاقة، ويعمل على ترابطها، وهو الحديث الرقيق والدافئ الذي تشعر فيه أنتَ وهي بالاسترخاء، وتنتقلان من موضوع إلى آخر في سلاسة ويسر، بالضبط كأنك تلعب الكرة، فأنت تقذفها إليها فتمسك بها، ثم تقذفها إليك لتمسك بها، لكنك في الحديث تحول المشاعر والأفكار إلى كلمات وترسلها إلى زوجتك، وهي تحوِّل مشاعرها وأفكارها إلى كلمات وترسلها إليك، وهكذا ترسل كلمات وتستقبل كلمات، ويمكنكما أن تتبادلا أطراف الحديث في أي مكان، في البيت، وغرفة النوم، وأثناء المشي، فإن ذلك يروق النساء، وبالتالي إذا كنت على وشك الزواج، فعليك أن تسأل نفسك: “هل سأتمكَّن من التحدث إلى هذه المرأة حتى بعد أن يشتعل رأسي شيبًا؟” لأن التحدث إلى المرأة أهم ما في الزواج، لأن العلاقة الإنسانية، والعلاقة الحميمية، والحياة الأسرية كلها مرتبطة عند النساء بالحديث إلى الزوج.
الفكرة من كتاب زوج صالح زواج ناجح
إن هذا الكتاب موجه إلى الرجال بشكل خاص، إلا أنه يخص النساء بوجه عام وسوف يستفِدن منه أيضًا، إذ يتحدث الكتاب عن الحب، والزواج والعلاقة الزوجية، ويفحص أسباب التعاسة والانفصال وافتقاد الحب بين الزوجين في العصر الحالي، ويرى الكاتب أن الرجال وحدهم من يستطيعون أن يعيدوا الحب والسعادة إلى الحياة الزوجية، ما يضع على كاهلهم المسؤولية الأكبر، والسبب أن الرجال تميل إلى ملاحظة الشيء المعطوب، وتحاول إصلاحه، فهم يصلحون السيارات، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة المنزلية، وقطع الأثاث، وغيرها من الأشياء من حولهم في المنزل، ويحبون القيام بتلك الإصلاحات، ويشعرون بإحساس جميل من جرَّاء إنجازهم ذلك، وبالتالي فإن الرجال بمقدورهم إصلاح كل شيء وأي شيء، ومن ثمَّ فإن أمام الرجال فرصة ذهبية للقيام بأهم إصلاح في حياتهم، وهو إصلاح حياتهم الزوجية، وذلك من خلال إصلاح أخطائهم، فيتحوَّلون بذلك إلى أزواج مثاليين وصالحين، ولا ينبغي أن يظن الرجل أن ذلك الإصلاح سوف يؤثر في رجولته وسلطته أو يقلِّل منهما أمام زوجته، لأن إتقان المرء دوره يمثل جوهر الرجولة، وكل رجل يرغب في أن يقوم بدوره فقط، وهذا الكتاب يساعد الزوج على أن يؤدي دوره الرجولي في العلاقة الزوجية على أكمل وجه.
مؤلف كتاب زوج صالح زواج ناجح
روبرت مارك ألتر: يعمل استشاري علاقات زوجية، ومعالجًا نفسيًّا للأفراد والأزواج منذ عام 1978، تخرج في جامعة كورنيل، وحصل على درجة الماجستير من جامعة برانديز، كما عمل في السابق محررًا مساهمًا في مجلة Mothering، وقام بتدريس الأدب والكتابة في كلية برانديز وكلية ويلوك، ومن كتبه:
The Transformative Power of Crisis: Our Journey to Psychological Healing and Spiritual Awakening.
It’s (Mostly) His Fault: For Women Who Are Fed Up and the Men Who Love Them.