استهلاك الأنباء الإخبارية والأفلام السينمائية
استهلاك الأنباء الإخبارية والأفلام السينمائية
لا تخلو الأنباء الإخبارية من نوع اتصال بثقافة الاستهلاك، إذ تحول قراء الصحف ومشاهدو النشرات وغيرهم ممن يرغبون في مواكبة الأحداث الجارية إلى مستهلكين، كذلك أصبح الشعار السائد في نشرات الأخبار والصحف “يجب ألا يشكو الجمهور”، فإذا كان الجمهور يبحث عن المتعة والإثارة فلا مانع من تدني الصحافة والبحث عن هذه الأخبار التي تجلب الإثارة، حتى وإن حوَت تحريضًا تجاه إحدى الفئات أو تضمنت تعديًا على خصوصية الغير، فما يحدد أهمية الموضوع الصحفي ليس ما يقدمه من قيمة حقيقية للناس في معرفة الحقائق، وإنما ما يجلبه من قيمة تسويقية.
كذلك لم تخل السينما من تأثير في الناس حول الترويج لثقافة الاستهلاك، إذ غلب على محتوى الأفلام الترويج للحياة المادية وتصديرها للمشاهدين باعتبارها حياة مألوفة ومرغوبة، كما أصبح التقديم الدائم للنجوم والوجوه الجديدة بالإضافة إلى الكم الهائل من الأفلام التي تصدر خلال العام، تعبيرًا عن ثقافة البحث الدائم عما هو جديد.
وتتميز هذه الأفلام السينمائية بكونها تعكس الظروف الاجتماعية وتخلقها في الوقت نفسه، إذ تقدم الخيال في هيئة واقع افتراضي يستهلك فيه الناس دون ملل، وتظهر شخصياتٍ تمتلك العديد من الموارد ولا تحتاج إلى تقديم تفسير لكيفية الحصول عليها، مع عدم إظهار للجهد المبذول في سبيل الوصول إليها.
الفكرة من كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
أن تملك أو لا تملك هو جوهر النزعة الاستهلاكية في أمريكا ومحرك الرأسمالية الغربية، إذ يعتمد 90% من قوة العمل الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأعمال التجارية التي تنتج السلع والخدمات الاستهلاكية، وهو ما يشكل معظم دخل البلاد والعمل بداخلها.
تصاحب هذه الثقافة الاستهلاكية حالة من عدم السعادة، نتيجة التطلع لما هو غير موجود، فنرى أشياء لم تكن للبيع من قبل صارت تباع، مع قلة في الأعمال الجادة، وتعزيز لنظام الفوارق بين الطبقات، وبيع ما يجلب المال بدلًا من بيع ما يحتوي قيمة حقيقية، واستهلاك دائم للطبيعة وسعي للتفوق عليها.
فما طبيعة هذه الثقافة الاستهلاكية؟ وما أسباب شيوعها؟ وما مدى تأثيرها في جوانب الحياة المختلفة؟ وهل يمكن التغلب عليها أم إنها أصبحت واقعًا لا مفر منه؟ يحاول الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات في مجموعة من المقالات لعدد من الكتاب تتضمن رؤية وتحليلًا لجوانب مختلفة في المجتمع تتعلق بهذه الثقافة الاستهلاكية.
مؤلف كتاب ثقافة الاستهلاك: الاستهلاك والحضارة والسعي وراء السعادة
روجر روزنبلات: أستاذ اللغة الإنجليزية والكتابة المتميز في جامعة ولاية نيويورك ستوني بروك / ساوثهامبتون، حصل على درجة الدكتوراه في الكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد، له مؤلفات ومسرحيات عدة، منها مسرحية “فري سبيس في أمريكا” التي صنفت واحدة من أفضل عشر مسرحيات لعام 1991 في التايمز.
معلومات عن المترجم:
ليلى عبد الرازق، أستاذة اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، ترجمت العديد من الكتب العربية إلى اللغة الإنجليزية، من ضمنها كتاب شخصية مصر للدكتور جمال حمدان.