استمرار الحرب والخلاف الصليبي
استمرار الحرب والخلاف الصليبي
بعدما فشلت المفاوضات، استمرت الحرب بين الفريقين، وتُوفي في تلك الفترة المظفر تقي الدين ابن أخ صلاح الدين، وكان له موقف كبير في تلك الحرب، وقد بكاه كثيرًا، لكنه أخفى خبر وفاته حتى لا يُضعف ذلك المسلمين.
واستولى الفرنج على منطقة الدارون، ثم ساروا إلى منطقة بيت النوبة التي تبعد 12 كيلو مترًا من القدس، وتجهز صلاح الدين لذلك، وذكر الكاتب حادثة مهاجمة الفرنج لقافلة كبيرة جاءت من مصر بالمؤن والعساكر، ونهبوا ما بها من الغنائم والأسرى، وقد قال إنه لم يصب الإسلام بمثل تلك الواقعة الشنعاء من مدة مديدة.
احتل الفرنج مدينة الدارون القريبة من حدود مصر، وقرروا الزحف إلى القدس، ولكن حدث خلاف بين قادتهم على غزو مصر أولًا لإجبار السلطان على التخلي عن بيت المقدس أو الهجوم مباشرةً على القدس، وتسبب ذلك الخلاف في تقسيم الجيش الصليبي وإضعافه، فاضطروا للرجوع نحو الساحل؛ فاستغل صلاح الدين ذلك الأمر، وتوجه لاستعادة يافا من الصليبيين، وبالفعل استولى عليها، لكنه لم يستطع السيطرة على جيشه الذي كان غاضبًا مما حدث في عكا، لدرجة أنه لما أخرج الفرنجة من يافا أمر بإبقاء بعضهم في قلعة تُسمى “قلعة المدينة” بحيث لا يتعرض لهم جيشه، وألا يخرجوا قبل أن يُعيد السيطرة على الجيش.
وعندما علم الفرنج المقيمون بالساحل وملكهم ما حلَّ بيافا، قرروا الزحف لاستعادتها، وساعدهم على ذلك أسطولهم البحري الكبير، وبالفعل استعادوا يافا وأخرجوا المسلمين منها، وتراجع جيش صلاح الدين.
الفكرة من كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
حينما نتذكر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، يتوقف وعينا عنه عند لحظة انتصاره في معركة حطين واسترداد القدس فقط، ولا ندري أن بداية الصراعات قد بدأت بعد ذلك، بل يرى بعض المؤرخين أنَّ ما حل بعد ذلك لا يقل أهمية عن صعودِه وتوحيده بلاد مصر والشام لاسترداد القدس.
وفي هذا الكتاب الذي يُعدُّ مرجعًا تاريخيًّا لأحد الذين عاصروا صلاح الدين وكانوا قريبين منه، يركز الكاتب على فترة صعود الملك الناصر وفتوحاته ومعاركه، حتى ندرك أن حياته ما كانت إلا للجهاد.
مؤلف كتاب سيرة صلاح الدين الأيوبي
أبو المحاسن بهاء بن شداد (1145- 1284): قاضٍ ومؤرخ مسلم، عاصر صلاح الدين الأيوبي ومعاركه، وكان أحد مستشاريه الرئيسيين، عُرف عنه صدق مؤرخاته، ونال ثقة العلماء والمؤرخين.
له العديد من المؤلفات والكتب أهمها:
فضائل الجهاد.
الموجز الباهر.
البراهين على الأحكام.
ملجأ القضاة من غموض الأحكام.