استمتع

يقول “ميشيل دي مونتين | Michel de Montaigne”: “عندما ألعب مع قطتي، من يدري ما إذا كانت لا تستمتع معي أكثر مما أفعل أنا معها؟”، تنشأ القطط وهي تجيد استخراج المتعة من كل شيء، في حين يستغرق الأمر عند الإنسان عمرًا كاملًا، ولأن السعادة مُعدية تجد أصحاب القطط يعيشون حياة أكثر مرحًا ورحابة من سواهم، بالإضافة إلى نفورهم من المواقف العنيفة على شاكلة أقرانهم الصغار على حد قول “آني دوبيري | Anny Duperey”. الشعور بالضغط والتوتر لا يزيد الأمور إلا تعقيدًا، وإذا نظر الإنسان إلى الحياة بعين الاستمتاع فسيهون الصعب ويتيسر كل عسير، وعليه ألا يكون أكثر جدية مما يجب، وأن يتحلى بالإيجابية ويتوقف عن جلد ذاته ولا يتعامل معها بقسوة، وألا يجعل من طموحه سوطًا يحطم جهوده، ولا بد أن يحترم ضعفه وآدميته الناقصة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

تنبش القطط طيلة الوقت مُنقّبة عن الرفاهية، لا تتقن شيئًا بقدر ما تتقن الأكل والنوم والاستمتاع، ولا يؤرق راحتها أو يشغلها سوى التساؤل عن نوع الطعام وكمه، كما أنها تتعامل مع النوم على أنه فن وتمارسه باحترافية جمة، وإن كانت تترك الآخرين يؤدون أعمالهم بأنفسهم وتلتفت إلى الاعتناء بنفسها فهذا لأنها تؤمن بضرورة التفويض. بشكل ما تمارس القطط اليوجا، إذ تظل ساكنة تتأمل الدنيا من حولها، تستلقِي على العشب بكسل لتنعم بدفء الشمس، وتنفق الساعات في التفكر في الأشجار والسحب، وتستثمر في صحتها النفسية.

لا بد للبشر أن يتفرغوا قليلًا من منغصات العمل والعلاقات والالتزامات، ويجربوا الانعزال بعيدًا عن التشويش والضوضاء اليومية، وسيرون كيف ستتحسن جودة حياتهم. 

القطط، أقرب السلالات شبهًا إلى هيبة الملوك وطبائعهم، أصحاب الشخصية القوية، عشاق الحرية، مُقدسو الرفاهية، إن كنت مالكًا لقط فلا بد أن سلوكياته أعجبتك وحيرتك في الآنِ نفسه، قد تكون غضبت ذات مرة حين ناديته ولم يجبك، ولا شك أنك ابتسمت معجبًا بمشيته المختالة المتباهية في مرة أخرى، وإن لم تكن فالبتأكيد صادفت قطًّا يتنزه في الشارع، أو آخر يأخذ قيلولة تحت ظل شجرة، ربما تساءلت في نفسك عن طبيعة تفكيره وتكوينه، ربما علمك درسًا دون أن يقصد، وربما قطك هذا يخفي في جوفه عالمًا آخر! ومن خلال مراقبتك لتصرفات القطط، ستغير نظرتك إلى الحياة.

ستيفان جارنييه: كاتب وصحفي فرنسي من مواليد ليون عام 1974، شغل عديدًا من الوظائف المختلفة التي لا علاقة لها بالتأليف قبل أن يصبح كاتبًا. من أهم أعماله:

Super radin
How to Live Like Your Cat
How to Live Like the Little Prince: A Grown-Up’s Guide to Rediscovering Imagination, Adventure, and Awe

معلومات عن المترجم:
فالن بولس: مترجم متميز، من أبرز أعماله:
فن التعاسة: ما الذي تعنيه السعادة حقًّا؟