استقبال القبلة
استقبال القبلة
إذا استقبل العبد القبلة صرف نفسه عن كل شيء سوى الله ووقف بين يدي مولاه مقام الخاضع المسكين، مستحضرًا أنه على أعتاب المناجاة مع رب هذه العوالم المحيط بجميع المخلوقات، مستدبرًا الدنيا من ورائه مستقبلًا الكعبة بوجهه ورب الكعبة بقلبه غير ملتفت بعينه إلا إلى موضع سجوده، فالله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته ما لم يلتفت بعينه في الصلاة، ولا يزال الله مقبلًا على عبده ما دام مقبلًا في صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه، وما هذا الالتفات إلا مما يختلسه الشيطان من صلاة العبد كما حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وكل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع، فبدلًا من أن تكون الصلاة قربة يتقرب بها المرء إلى الله تصبح سببًا للعقوبة، لذا وجب على كل إنسان أن يحرس سريرته وأن يتأمل حاله إذا أقبل على الله فلا ينشغل بسواه، وهل يسمى ذلك إقبالًا إذا انشغلت النفس بما فيها من وساوس وشهوات وكانت حجابًا أن ترقى الصلاة بالعبد إلى الله وأن تكون طريقه إلى الجنة؟!
والقبلة نور ينصب إليه المصلون في العالم أجمع على قلب واحد ينبض بتوحيد الله (عز وجل) وتتلقَّاه أفئدة العابدين في كل مكان أن هلموا إلى هنا فهذا بيت الله فتتجلى عظمة الله للخوافق فلا فكر يقدر على أن يتخلف لحظة عن مقام النور المتجلي للمخبتين الخشَّع.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.