استغلال العلم لصالح الاستثمار!
استغلال العلم لصالح الاستثمار!
شهدت التسعينيات أيضًا بداية استغلال خصائص الجينات في المجال الصناعي والتجاري، وتسابقت الشركات المتخصصة في التقنية الحيوية على محاولات التملك للتطبيقات والتجارب، فظهرت ردود فعل دولية ضد هذه المحاولات التملُّكية التي تهدد بقطع الطريق على البحث العلمي الذي يخدم البشرية في الأساس، لذا قامت اليونسكو ومنظمة الأمم المتحدة والدول المعنية ببرنامج الخريطة الجينية البشرية بالتأكيد في الإعلان العالمي للخريطة الجينية البشرية وحقوق الإنسان بإتاحة المعلومات للجميع باعتبارها معلوماتٍ مكتشفة ليس براءات اختراع في الأساس، كما أنها تهدف إلى خدمة الصحة البشرية وليس التجارة.
وقد ساعدت تطبيقات الهندسة الوراثية على إنتاج أدوية رائدة مهمة كهرمون النمو المعروف باسم (EPO) وغيره، وأضحت مجالًا للاستثمار، وعلى الرغم من أنه غير مضمون النجاح ويتطلَّب المجازفة بالأموال الضخمة التي تصل إلى مليارات لأجل دواء واحد فإنها تُعد ذات إيرادات عالية للغاية، إذا ما نجح هذا الاستثمار، وقد تدخَّل أمر الاستثمار في الأدوية ليغلب على الهدف السامي لخدمة الصحة البشرية، وذلك يظهر في تفضيل المستثمرين والصناعيين للأدوية التي تُدرُّ عوائد ضخمة لكثرة مُصابيها.
ويوضح الكاتب أنه رغم الأشواط التي قطعتها نظرية الوراثة فإنها لم تستطع حل كل المشكلات كما كان متوقعًا منها، ولم تجب عن كل الأسئلة المطروحة، ولم يعنِ اكتشاف مقطع الخرائط الجينية أن البشرية بذلك قد توصَّلت إلى أساس الحياة كما ادَّعى البعض، إذ إن الحمض النووي هذا لا يمثِّل وحده المكون السحري الذي يقرِّر هوية الكائن الحي وسبيله في الحياة.
الفكرة من كتاب ما الجينات؟
استطاعت معرفة البشر الدقيقة للجينات تحسين ظروف البشرية بصورة كبيرة، إذ ضاعفت الإنتاج الزراعي فقضت على مجاعة كانت تنتظر العالم الذي كثر سكانه، كما ساعدت البشر على معرفة الأمراض الوراثية وفهمها للحد منها، حتى وصل الأمر مع التطور الذي سبَّبه البرنامج الدولي “الجينوم البشري” إلى النظر في جينات الإنسان نفسه عن فرضية أن الموروثات الجينية هي التي تقرِّر كل شيء في حياتنا من خصائصنا البيولوجية إلى سلوكياتنا الاجتماعية والثقافية.
يتحدث هذا الكتاب عن الجينات وأهمية الحمض النووي، وكيف تنتقل معلوماتنا الوراثية، هل يمكن للبشر تعديل خصائصهم الوراثية؟
مؤلف كتاب ما الجينات؟
شارل أوفراي: كاتب ومتخصص في علم الجينات الجزيئي، يعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، كما يُعدُّ أحد العاملين الرئيسين في مجال برنامج الخريطة الجينية البشرية الدولي.
من أهم مؤلفاته: كتابا “الخريطة الجينية البشرية”، و”ما الحياة؟”.