استعادة الرياض
استعادة الرياض
كانت الأسرة التي فقدت حكمها تحاول مرة تلو الأخرى بالمناوشات والحملات المحدودة أن تشتبك مع ابن رشيد وولاته على المدن، وكان عبد العزيز نجل الإمام عبد الرحمن آنذاك يخرج في تلك الحملات ومنها ترصّده لعجلان (عامل ابن رشيد على الرياض)، إذ تحين عبد العزيز ورجاله لموعد خروج عجلان من قصره وتتبعوه حتى أردوه قتيلًا، وأذن منادي عبد العزيز في الناس إما بقبول مبايعته وإما لزوم بيوتهم لكي لا يدخل في مواجهة مع الأمير فسارع الناس إلى مبايعته، وبدأ عبد العزيز يفكر في ما ينتظره من مواجهة مع ابن رشيد فنظم جيوشه واتجه إلى الأحياء جنوب الرياض لعلمه بإهمال ابن رشيد لها وكراهية أهلها له فاستعان بهم ومد نفوذه إليهم، وبعد أن علم عبد العزيز خبر تحرك ابن رشيد باتجاهه كتب إلى أبيه في الكويت يحثه على إمداده بالرجال، فجاء الوالد بالإمدادات ودخل الرياض بعد فراق دام أحد عشر عامًا، وقدم عبد العزيز أباه للإمارة ونذر نفسه لخدمته ولكن الوالد رفض وأثبت ابنه عبد العزيز على مقاليد السلطة في الرياض، وتمت البيعة لعبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود سنة 1900م.
ولم تمر سوى عدة أشهر حتى أغار ابن الرشيد على بعض البلدان الشمالية، فاستدرجه الملك عبد العزيز بالحيلة حتى تبعه ابن رشيد إلى البلاد الموالية للملك عبد العزيز، وتمكن عبد العزيز بذلك من هزيمة ابن رشيد ودفعه نحو الشمال وعاد ابن سعود إلى الرياض.وبعد هزائم متكررة تبين لابن رشيد أنه غير قادر على مواجهة الملك الشاب عبد العزيز فلجأ أكثر من مرة إلى المفاوضات، حتى إنه طلب وساطة ابن صباح عند الملك عبد العزيز، وكان هذا الأخير حريصًا على إملاء شروطه كمنتصر على ابن رشيد وأتباعه.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.