استراتيجية الفريق
استراتيجية الفريق
إن وضع استراتيجية للفريق يضفي عليه قوة في الأداء، وعلى الرغم من أن الدرجات المخصصة للاستراتجية أقل من درجات الأسلوب والمحتوى، فإن وضعها يساعد على عرض الحجج بشكل فعَّال، والاستفادة من عامل الوقت.
ومن العوامل الأساسية عند وضع الاستراتيجيات بناء موقف الفريق الذي يعبر عن التوجه العام له، ويتجلى من خلاله مدى ترابط الحجج التي يقدمها أفراده، ويعتمد بناء موقف الفريق على أمور عدَّة، منها تحديد الهدف والفكرة التي يسعى كل فريق متناظر إلى إثباتها، ويجب أن يكون الهدف محددًا ويتسم بالوضوح مما يساعد المتحدث على تحديد أولوياته في طرح الحجج، ومن ثم يجب توزيع الأدوار والحجج بين متحدثي الفريق بالإضافة إلى التفنيد الذي سيوجه إلى المتحدث من فريق الخصم، وذلك بتجزئة الخطاب إلى أجزاء، من حجتين إلى أربع حجج، ويمكن التوزيع وفق نوعية الحجج مثل الجانب الاقتصادي أو السياسي أو العلمي أو الأخلاقي،وذلك لتجنب ضعف التناسق بين الفريق، الذي يؤدي إلى إلقاء خطابات منفصلة ويجعله يعاني خللًا في الوحدة والانسجام.
ومن هنا تتضح أهمية العمل الجماعي وروح الفريق، وأداء كل فرد لدوره الذي يكمل أدوار بقية أفراد الفريق، والتأكد من أن دور كل واحد منهم مرتبط بما سيقوله زملاؤه في المجموعة.
أما بالنسبة إلى الأدوار، فالمناظرة تبدأ بخطاب المتحدث الأول من فريق الموالاة ثم يعطي الكلمة للمتحدث الأول من فريق المعارضة، ومن ثم يتم الانتقال بشكل تداولي بين أفراد الفريقين ومدة التحدث لكل واحد منهم خمس دقائق، وبعد الانتهاء من حديث الفرد الثالث من فريق المعارضة، يتقدم المتحدث الأول أو الثاني من فريق المعارضة بخطاب الرد الذي يلخص به نقاط قوة فريق المعارضة، ونقاط ضعف فريق الموالاة،والعكس مع دور فريق الموالاة في خطاب الرد.
ويقدم لنا الكاتب نصيحة مهمة، بأن نأخذ ملاحظات خلال مجريات المناظرة، بشكل مُوجز ومُنظم بدلًا من الاكتفاء بالتحدث أو الإنصات فقط، فنقوم بتدوين مفاتيح رئيسة تعين على تذكر النقاط الهامة في الخطاب، وكذلك تنظيم الخطاب بجعل المقدمة تحتوي الخطوط العريضة، والبدء بالحجج الرئيسة أولًا.
الفكرة من كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
قد يظن البعض إثر مُشاهدته لبعض البرامج التلفزيونية أن المناظرة هي طريقة للمُشاجرة بين المثقفين!
ولكنها في الحقيقة من أبلغ أساليب الحوار في الإقناع العقلي والمنطقي، فَقَد استعملها القرآن الكريم في إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى، واستخدمها الأنبياء مع أقوامهم للوصول إلى الحق.
والمناظرة من أهم الوسائل التي يتجلى بها أثر الكلمة واللغة الخطابية في ترسيخ قيم المناقشات وأهدافها.
فما هو فن المناظرة؟ وما تاريخها؟ وكيف تُقام المناظرات بالمدارس والجامعات؟ وما هي معايير التحكيم؟ وكيف تجعل فريقك يفوز في المناظرة؟ سنتعرَّف إجابات هذه الأسئلة مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب المَدخل إلى فن المُناظرة
عبد اللطيف سلامي: هو أستاذ باحث مساعد في معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في جامعة قطر، له عدد من الأبحاث والمقالات التي تهتم بالقضايا التعليمية والاجتماعية.