استراتيجيات النصر
استراتيجيات النصر
في لعبة الشطرنج هناك فرق كبير بين من يلعب لتجنب الخسارة ومن يلعب لتحقيق النصر، وفي الحياة هناك فرق بين من يقضي أيامه مستمتعًا ومن يتحرى انقضاءها بأقل قدر من الخسائر، وفي العموم نجد في الحياة أن من يحوم حول شيء ما في الغالب يقع فيه سواء كان أمانيه أم مخاوفه، لذا علينا أن نتعامل مع الحياة بذهنية المنتصر الذي وإن ساءت به الأمور يتعامل مع الموقف بهدوء لتصبح أفضل مرة ثانية، ومثلما توجد استراتيجيات في لعبة الشطرنج من أجل الفوز يمكننا استخدام استراتيجيات للنصر في معركة الحياة، مثل استراتيجية التراجع عن أمرٍ ما، وربما يكون ذلك الخيار الأمثل عندما يتضح أن الاستمرار فيه سيكلفك أكثر، وأن التراجع أسلم لك حتى تعود بقوة مرة ثانية، رغم أنه قرار مؤلم وقاس، ولكن في قواعد الحياة لا يشترط أن يكون التقدم دائمًا نصرًا، وفي المقابل التراجع علامة ضعف، ويمكن تطبيق تلك الاستراتيجية عند مواجهة خصم قوي لنستغل الوقت في إعادة الحسابات وترتيب القرارات، أو عند اتضاح أنك تدخلت في حرب مجانية أو عداوة بلا داعٍ أو لا تستحق ما ندفعه فيها من ثمن.
ومن ضمن الاستراتيجيات استراتيجية أن تجرب شيئًا جديًدا، شيئًا ربما يغير من نمط أو مجرى حياتك، ولكن التغير ليس بالأمر اليسير، وفي البداية سيواجه المرء عدَّة مشكلات ومقاومة شديدة، منها التعلق بالماضي، والخوف من تبني مبدأ أو فكر جديد غير المألوف لسلوكنا، فكما قالت العرب “المرء عدو ما يجهل” حتى لو كان يشكو من حاله ويرغب في التغيير!
ويمكن حل هذه المشكلة بالطرق الآتية:
أولًا: فهم طبيعة المقاومة والإيمان بوجودنا كجزء من عملية التغيير.
وثانيًا: الإقبال على كشف غموض المشهد القادم ومعرفة حدود المخاطرة، بأن تسأل نفسك ما أسوأ ما قد يصيبك، وكيف تتخطاه.
وثالثًا: الثقة بالنفس في خوض التحدي وعدم الولوج بنفسية المنهزم.
وآخر تلك الحلول وأهمها أن تثق بالله، أنه لن يضيعك وسيسدد خطاك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك.
الفكرة من كتاب الحياة رُقعة شطرنج
هل تُجيد لَعِبَ الشطرنج؟ لا عليك إن كانت إجابتك لا، فمن المهم أن نولي اهتمامنا تجاه لُعبة الحياة، التي تشبه لُعبة الشطرنج كثيرًا، وفي الوقت نفسه تختلف عنها اختلافًا خطيرًا، لأن الخسارة فيها لا يمكن تعويضها كما في لُعبة الشطرنج، وفي الحياة ليس بالضرورة أن يكون هناك عدو أو خصم؛ قد نتعارك مع ذواتنا، أحلامنا وأمانينا التي تلوح من بعيد .
ولذلك قدم لنا الكاتب ثماني عشرة استراتيجية مختلفة تتشابه كل منها مع إحدى قواعد لعبة الشطرنج، لكي نستطيع الربح في لعبة الحياة وفهم قوانينها وتحديد موقعنا على رقعتها، والتعامل معها باحترافية لا ارتجالية، بأسلوبه البسيط القريب من الشباب، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، وكثير من القصص.
مؤلف كتاب الحياة رُقعة شطرنج
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومُحاضر مصري في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية والإرشاد الأسري والمجتمعي، وُلد في نوفمبر 1978. استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا، وقد تُرجِمَت كتبه إلى العديد من اللغات،كما تتوافر كل أعماله بلغة برايل للمكفوفين. وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر، وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية. ويقوم الآن على مشروعه الذي أسماه “رخصة قيادة الحياة الزوجية” وهي مجموعة من الدورات التي تهدف إلى تثقيف المقبلين على الزواج والمتزوجين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
امرأة من طراز خاص.
أفكار صغيرة لحياة كبيرة.
لم يخبرونا بهذا قبل أن نتزوج.
ما لم يخبرني به أبي عن الحياة.